Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 9, Ayat: 103-104)

Tafsir: Muḫtaṣar tafsīr Ibn Kaṯīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

أمر تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم بأن يأخذ من أموالهم صدقة يطهرهم ويزكيهم بها ، وهذا عام وإن أعاد بعضهم الضمير في { أَمْوَالِهِمْ } إلى الذين اعترفوا بذنوبهم . ولهذا اعتقد بعض مانعي الزكاة أن دفع الزكاة إلى الإمام لا يكون ، وإنما كان خاصاً بالرسول صلى الله عليه وسلم ، واحتجوا بقوله تعالى : { خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً } الآية ، وقد رد عليهم أبو بكر الصديق وقاتلهم حتى أدوا الزكاة كما كانوا يؤدونها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، حتى قال الصديق : والله لو منعوني عناقاً - وفي رواية عقالاً - كانوا يؤدونها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لأقاتلنهم على منعه . وقوله : { وَصَلِّ عَلَيْهِمْ } أي ادع لهم واستغفر لهم ، كما رواه مسلم في " صحيحه " عن عبد الله بن أبي أوفى قال : " كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أُتي بصدقة قوم صلى عليهم فأتاه أبي بصدقته ، فقال : " اللهم صل على آل أبي أوفى " ، وفي الحديث الآخر : " أن امرأة قالت : يا رسول الله صل عليّ وعلى زوجي ، فقال : " صلى الله عليك وعلى زوجك " ، وقوله : { إِنَّ صَلَٰوتَك سَكَنٌ لَّهُمْ } ، قال ابن عباس : رحمة لهم ، وقال قتادة : وقار ، وقوله : { وَٱللَّهُ سَمِيعٌ } أي لدعائك { عَلِيمٌ } أي بمن يستحق ذلك منك ومن هو أهل له ، { أَلَمْ يَعْلَمُوۤاْ أَنَّ ٱللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ ٱلتَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ ٱلصَّدَقَاتِ } ، هذا تهييج إلى التوبة والصدقة اللتين كل منها يحط الذنوب ويمحصها ويمحقها ، وأخبر تعالى أن كل من تاب إليه تاب عليه ، ومن تصدق بصدقة من كسب حلال فإن الله يتقبلها بيمينه فيربيها لصاحبها ، حتى تصير التمرة مثل أُحد ، كما جاء في الحديث الصحيح : " إن الله يقبل الصدقة ويأخذها بيمينه ، فيربيها لأحدكم كما يربي أحدكم مهره ، حتى أن اللقمة لتكون مثل أُحد " ، وتصديق ذلك في كتاب الله عزَّ وجلَّ : { أَلَمْ يَعْلَمُوۤاْ أَنَّ ٱللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ ٱلتَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ ٱلصَّدَقَاتِ } .