Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 9, Ayat: 13-15)

Tafsir: Muḫtaṣar tafsīr Ibn Kaṯīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وهذا أيضاً تهييج وتحضيض وإغراء على قتال المشركين الناكثين بأيمانهم الذين هموا بإخراج الرسول من مكة ، كما قال تعالى : { وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ } [ الأنفال : 30 ] ، وقال تعالى : { يُخْرِجُونَ ٱلرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَن تُؤْمِنُواْ بِٱللَّهِ رَبِّكُمْ } [ الممتحنة : 1 ] الآية ، وقال تعالى : { وَإِن كَادُواْ لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ ٱلأَرْضِ لِيُخْرِجوكَ مِنْهَا } [ الإسراء : 76 ] الآية ، وقوله : { وَهُم بَدَءُوكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ } قيل : المراد بذلك يوم بدر حين خرجوا لنصر غيرهم ، وقيل : المراد نقضهم العهد وقتالهم مع حلفائهم بني بكر لخزاعة أحلاف رسول الله صلى الله عليه وسلم ، حتى سار إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفتح وكان ما كان ، وقوله : { أَتَخْشَوْنَهُمْ فَٱللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَوْهُ إِن كُنتُمْ مُّؤُمِنِينَ } ، يقول تعالى : لا تخشوهم واخشون فأنا أهل أن يخشى العباد من سطوتي وعقوبتي ، ثم قال تعالى بياناً لحكمته فيما شرع لهم من الجهاد ، مع قدرته على إهلاك العدو { قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ ٱللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ } وهذا عام في المؤمنين كلهم ، وقال مجاهد وعكرمة : { وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ } يعني خزاعة ، { وَيَتُوبُ ٱللَّهُ عَلَىٰ مَن يَشَآءُ } أي من عباده { وَٱللَّهُ عَلِيمٌ } أي بما يصلح عباده ، { حَكِيمٌ } في أفعاله وأقواله الكونية والشرعية فيفعل ما يشاء ويحكم ما يريد ، وهو العادل الحاكم الذي لا يجور أبداً .