Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 9, Ayat: 17-18)
Tafsir: Muḫtaṣar tafsīr Ibn Kaṯīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالى : ما ينبغي للمشركين بالله أن يعمروا مساجد الله التي بنيت على اسمه وحده لا شريك له ، وهم شاهدون على أنفسهم بالكفر أي بحالهم وقالهم : كما قال السدي : لو سألت النصراني ما دينك ؟ لقال : نصراني ، ولو سألت اليهودي ما دينك ؟ لقال : يهودي ، { أُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ } أي بشركهم { وَفِي ٱلنَّارِ هُمْ خَالِدُونَ } . ولهذا قال تعالى : { إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ ٱللَّهِ مَنْ آمَنَ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ } فشهد تعالى بالإيمان لعمار المساجد . كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا رأيتم الرجل يعتاد المسجد فاشهدوا له بالإيمان ، قال الله تعالى : { إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ ٱللَّهِ مَنْ آمَنَ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ } " وروى الحافظ أبو بكر البزار عن أنس قال ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إنما عمار المساجد هم أهل الله " ، وعن أنس مرفوعاً يقول الله : وعزتي وجلالي إني لأهم بأهل الأرض عذاباً ، فإذا نظرت إلى عمار بيوتي ، وإلى المتحابين فيّ ، وإلى المستغفرين بالإسحار ، صرفت ذلك عنهم . وقال عبد الرزاق عن عمرو بن ميمون الأودي قال : أدركت أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم وهم يقولون : إن المساجد بيوت الله في الأرض ، وإنه حق على الله أن يكرم من زاره فيها ، وقال المسعودي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : من سمع النداء بالصلاة ثم لم يجب ولم يأت المسجد ويصلي ، فلا صلاة له وقد عصى الله ورسوله ، قال الله تعالى : { إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ ٱللَّهِ مَنْ آمَنَ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ } ، وقوله : { وَأَقَامَ ٱلصَّلاَةَ } أي التي هي أكبر عبادات البدن { وَآتَىٰ ٱلزَّكَاةَ } أي التي هي أفضل الأعمال المتعدية إلى بر الخلائق ، وقوله : { وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ ٱللَّهَ } أي ولم يخف إلا من الله تعالى ولم يخش سواه { فَعَسَىٰ أُوْلَـٰئِكَ أَن يَكُونُواْ مِنَ ٱلْمُهْتَدِينَ } ، قال ابن عباس : من وحّد الله وآمن باليوم الآخر { وَأَقَامَ ٱلصَّلاَةَ } يعني الصلوات الخمس { وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ ٱللَّهَ } يقول لم يعبد إلا الله { فَعَسَىٰ أُوْلَـٰئِكَ أَن يَكُونُواْ مِنَ ٱلْمُهْتَدِينَ } ، يقول تعالى إن أولئك هم المفلحون كقوله لنبيه صلى الله عليه وسلم : { عَسَىٰ أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَّحْمُوداً } [ الإسراء : 79 ] ، وهي الشفاعة ، وكل " عسى " في القرآن فهي واجبة ، وقال محمد بن إسحاق : وعسى من الله حق .