Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 9, Ayat: 65-66)
Tafsir: Muḫtaṣar tafsīr Ibn Kaṯīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
" قال رجل من المنافقين : ما أرى قراءنا هؤلاء إلا أرغبنا بطوناً ، وأكذبنا ألسنة ، وأجبننا عند اللقاء ، فرفع ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فجاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد ارتحل وركب ناقته ، فقال : يا رسول الله إنما كنا نخوض ونلعب ، فقال : { أَبِٱللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِءُونَ } إلى قوله : { كَانُواْ مُجْرِمِينَ } وإن رجليه لتسفعان الحجارة وما يلتفت إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو متعلق بسيف رسول الله صلى الله عليه وسلم " وقال ابن إسحاق : " كان جماعة من المنافقين منهم ( وديعة بن ثابت ) ورجل من أشجع يقال له ( مخشى بن حمير ) يسيرون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهو منطلق إلى تبوك ، فقال بعضهم لبعض : أتحسبون جلاد بني الأصفر كقتال العرب بعضهم بعضاً ، والله لكأنا بكم غداً مقرنين في الحبال ، إرجافاً وترهيباً للمؤمنين ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمار بن ياسر : " أدرك القوم فإنهم قد احترقوا فاسألهم عما قالوا ، فإن أنكروا فقل بلى قلتم كذا وكذا " فانطلق إليهم عمار فقال لهم ذلك ، فأتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم يعتذرون إليه ، فقال وديعة بن ثابت يا رسول الله : إنما كنا نخوض ونلعب ، فقال مخشى بن حمير : يا رسول الله قعد بي اسمي واسم أبي ، فكان الذي عُفي عنه في هذه الآية ( مخشى بن حمير ) فتسمى عبد الرحمٰن ، وسأل الله أن يقتل شهيداً لا يعلم بمكانه ، فقتل يوم اليمامة . " وقال قتادة : " بينما النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك وركبٌ من المنافقين يسيرون بين يديه فقالوا : يظن هذا أن يفتح قصور الروم وحصونها ؟ هيهات هيهات ، فأطلع الله نبيه صلى الله عليه وسلم على ما قالوا ، فقال : " عليَّ بهؤلاء النفر " فدعاهم فقال : " قلتم كذا وكذا " ، فحلفوا ما كنا إلا نخوض ونلعب " وقوله : { لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ } أي بهذا المقال الذي استهزأتم به ، { إِن نَّعْفُ عَن طَآئِفَةٍ مِّنْكُمْ نُعَذِّبْ طَآئِفَةً } أي لا يعفى عن جميعكم ولا بد من عذاب بعضكم { بِأَنَّهُمْ كَانُواْ مُجْرِمِينَ } أي مجرمين بهذه المقالة الفاجرة الخاطئة .