Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 106, Ayat: 3-4)

Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ فَلْيَعْبُدُواْ رَبَّ هَـٰذَا ٱلْبَيْتِ } هذا إقامة حجة عليهم بملاطفة واستدعاء لهم وتذكير بالنعم ، والبيت هو المسجد الحرام { ٱلَّذِيۤ أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ } يحتمل أن يريد إطعامهم بسبب الرحلتين ، فقد روي أنهم كانوا قبل ذلك في شدة وضيق حال حتى أكلوا الجيف ويحتمل أن يريد إطعامهم على الإطلاق ، فقد كان أهل مكة ساكنين بواد غير ذي زرع ، ولكن الله أطعمهم مما يجلب إليهم من البلاد ، بدعوة أبيهم إبراهيم عليه الصلاة والسلام ، وهو قوله : { وَٱرْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ ٱلثَّمَرَاتِ } [ البقرة : 126 ] { وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ } يحتمل أن يريد : آمنهم من خوف أصحاب الفيل ، ويحتمل أن يريد آمنهم في بلدهم بدعوة إبراهيم في قوله : { رَبِّ ٱجْعَلْ هَـٰذَا بَلَداً آمِناً } [ البقرة : 126 ] وقد فسرناه في موضعه ، أو يعني آمنهم في أسفارهم لأنهم كانوا في رحلتهم آمنين ، لا يتعرض لهم أحد بسوء ، وكان غيرهم من الناس تؤخذ أموالهم وأنفسهم . وقيل : آمنهم من الجذام فلا يرى بمكة مجذوماً . قال الزمخشري : التنكير في جوع وخوف ؛ لشدتهما .