Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 11, Ayat: 44-48)

Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ ٱبْلَعِي مَآءَكِ } عبارة عن جفوف الأرض من الماء { أَقْلِعِي } أي أمسكي عن المطر ورُوي أنها أمطرت من كل موضع منها { وَغِيضَ ٱلْمَآءُ } أي نقص { وَقُضِيَ ٱلأَمْرُ } أي تمّ وكمل { وَٱسْتَوَتْ عَلَى ٱلْجُودِيِّ } أي استقرت السفينة على الجودي وهو جبل بالموصل { وَقِيلَ بُعْداً } أي هلاكاً ، وانتصب على المصدر { وَنَادَى نُوحٌ رَّبَّهُ } يحتمل أن يكون هذا النداء قبل الغرق ، فيكون العطف من غير ترتيب ، أو يكون بعده { فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ٱبْنِي مِنْ أَهْلِي } أي : وقد وعدتني أن تنجي أهلي { قَالَ يٰنُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ } أي ليس من أهلك الذين وعدتك بنجاتهم لأنه كافر ، ولقوله : ونادى نوح ابنه { إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَٰلِحٍ } فيه ثلاث تأويلات على قراءة الجمهور : أحدها : أن يكون الضمير في إنه لسؤال نوح نجاة ابنه ، والثاني : أن يكون الضمير لابن نوح وحذف المضاف من الكلام تقديره : إنه ذو عمل غير صالح ، والثالث : ان يكون الضمير لابن نوح ، وعمل : مصدر وصف به مبالغة كقولك : رجل صوم ، وقرأ الكسائي " عمل " بفعل ماض " غير صالح " بالنصب ، والضمير على هذا لابن نوح بلا إشكال { فَلاَ تَسْئَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ } أي لا تطلب مني أمراً لا تعلم أصواب هو أم غير صواب ، حتى تقف على كنهه ، فإن قيل : لم سمي نداءه سؤالاً ، ولا سؤال فيه ؟ فالجواب أنه تضمن السؤال وإن لم يصرح به { إِنِّيۤ أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ ٱلْجَٰهِلِينَ } أن في موضع مفعول من أجله تقديره : أعظك كراهة أن تكون من الجاهلين ، وليس في ذلك وصف له بالجهل ، بل فيه ملاطفة وإكرام { ٱهْبِطْ بِسَلَٰمٍ مِّنَّا } أي اهبط من السفينة بسلامة { وَعَلَىٰ أُمَمٍ مِّمَّن مَّعَكَ } أي ممن معك في السفينة ، واختار الزمخشري أن يكون المعنى من ذرية من معك ، ويعني به المؤمنين إلى يوم القيامة ، فمن على هذا لابتداء الغاية ، والتقدير على أمم ناشئة ممن معك ، وعلى الأول تكون من لبيان الجنس { وَأُمَمٌ سَنُمَتِّعُهُمْ } يعني نمتعهم متاع الدنيا وهم الكفار إلى يوم القيامة .