Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 110, Ayat: 1-3)
Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ إِذَا جَآءَ نَصْرُ ٱللَّهِ وَٱلْفَتْحُ } يعني بالفتح فتح مكة والطائف وغيرهما من البلاد التي فتحها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقال ابن عباس : إن النصر صلح الحديبية ، والفتح فتح مكة ، وقيل : النصر إسلام أهل اليمن ، والإخبار بذلك كله قبل وقوعه إخباره بغيب ، فهو من أعلام النبوّة { وَرَأَيْتَ ٱلنَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ ٱللَّهِ أَفْوَاجاً } أي جماعات ، وذلك أنه أسلم بعد فتح مكة بشر كثير ، فقد روي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان معه في فتح مكة عشرة آلاف ، وكان معه في غزوة تبوك سبعون ألفاً وقال أبو عمر بن عبد البر : لم يمت رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي العرب رجل كافر . وقد قيل : إن عدد المسلمين عند موته مائة ألف وأربعة عشر ألفاً بل أكثر { فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَٱسْتَغْفِرْهُ } قد ذكر التسبيح والاستغفار ومعنى بحمد ربك فيما تقدم ، فإن قيل : لم أمره الله بالتسبيح والحمد والاستغفار عند رؤية النصر والفتح ، وعند اقتراب أجله ؟ فالجواب : أنه أمر بالتسبيح والحمد ليكون شكراً على النصر والفتح وظهور الإسلام وأمره بذلك وبالاستغفار عند اقتراب أجله ليكون ذلك زاداً للآخرة وعدة للقاء الله .