Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 13, Ayat: 15-16)
Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَللَّهِ يَسْجُدُ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَاتِ وَٱلأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً } من لا تقع إلا على من يعقل ، فهي هنا يراد بها الملائكة والإنس والجن ، فإذا جعلنا السجود بمعنى الانقياد لأمر الله وقضائه ؛ فهو عام في الجميع : من شاء منهم ومن أبى ، ويكون طوعاً لمن أسلم وكرها لمن كره وسخط ، وإن جعلنا السجود هو المعروف بالجسد ، فيكون لسجود الملائكة والمؤمنين من الإنس والجن طوعاً ، وأما الكره فهو سجود المنافق وسجود ظل الكافر { وَظِلٰلُهُم } معطوف على من والمعنى أن الظلال تسجد غدوة وعشية ، وسجودها انقيادها للتصرف بمشيئة الله سبحانه وتعالى { قُلِ ٱللَّهُ } جواب عن السؤال المتقدم ، وهو من رب السمٰوات والأرض ، وإنما جاء الجواب والسؤال من جهة واحدة ، لأنه أمر واضح لا يمكن جحده ولا المخالفة فيه ، ولذلك أقام به الحجة على المشركين بقوله : { أَفَٱتَّخَذْتُمْ مِّن دُونِهِ أَوْلِيَآءَ } . { قُلْ هَلْ يَسْتَوِي ٱلأَعْمَىٰ وَٱلْبَصِيرُ } الأعمى تمثيل للكافر ، والبصير تمثيل للمؤمن { ٱلظُّلُمَٰتُ } الكفر { وَٱلنُّورُ } الإيمان ، وذلك كله على وجه التشبيه والتمثيل { أَمْ جَعَلُواْ للَّهِ شُرَكَآءَ خَلَقُواْ كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ ٱلْخَلْقُ عَلَيْهِمْ } أم هنا بمعنى بل والهمزة ، وخلقوا صفة لشركاء والمعنى : أن الله وقفهم [ سألهم ] هل خلق شركاؤهم خلقاً كخلق الله ، فحملهم ذلك واشتباهه بما خلق الله على أن جعلوا إلهاً غير الله ؟ ثم أبطل ذلك بقوله : { قُلِ ٱللَّهُ خَٰلِقُ كُلِّ شَيْءٍ } فحصل الردّ عليهم .