Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 14, Ayat: 41-43)
Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ رَبَّنَا ٱغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ } قيل إنما دعا بالمغفرة لأبويه الكافرين بشرط إسلامهما ، والصحيح أنه دعا لهما قبل أن يتبين له أن أباه عدوّ لله حسبما ورد في براءة { وَلاَ تَحْسَبَنَّ ٱللَّهَ غَٰفِلاً } هذا وعيد للظالمين وهم الكفار على الأظهر ، فإن قيل : لمن هذا الخطاب هنا وفي قوله : ولا تحسبن الله مخلف وعده رسله ؟ فالجواب أنه يحتمل أن يكون خطاباً للنبي صلى الله عليه وسلم أو لغيره ، فإن كان لغيره فلا إشكال ، وإن كان له فهو مشكل لأن النبي صلى الله عليه وسلم لا يحسب أن الله غافلاً ، وتأويل ذلك بوجهين : أحدهما أن المراد الثبوت على علمه بأن الله غير غافل وغير مخلف وعده ، والآخر أن المراد إعلامه بعقوبة الظالمين فمقصد الكلام الوعيد لهم { تَشْخَصُ فِيهِ ٱلأَبْصَارُ } أي تحد النظر من الخوف { مُهْطِعِينَ } قيل : الإهطاع الإسراع ، وقيل : شدّة النظر من غير أن يطرف { مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ } قيل : الإقناع هو رفع الرأس ، وقيل خفضه من الذلة { لاَ يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ } أي لا يطرفون بعيونهم من الحذر والجزع . { وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَآءٌ } أي منحرفة لا تعي شيئاً من شدّة الجزع فشبهها بالهواء في تعريفه من الأشياء ، ويحتمل أن يريد مضطربة في صدورهم .