Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 16, Ayat: 104-105)

Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ إِنَّ ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِآيَٰتِ ٱللَّهِ لاَ يَهْدِيهِمُ ٱللَّهُ } هذا في حق من علم الله منه أنه لا يؤمن كقوله : { إِنَّ ٱلَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ } [ يونس : 96 ] ، فاللفظ عام يراد به الخصوص ، كقوله : { إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ سَوَآءٌ عَلَيْهِمْ ءَأَنذَرْتَهُمْ } [ البقرة : 6 ] ، وقال ابن عطية : المعنى إن الذين لا يهديهم الله لا يؤمنون بالله ، ولكنه قدم في هذا الترتيب وأخر ، تهكماً لتقبيح أفعالهم { إِنَّمَا يَفْتَرِي ٱلْكَذِبَ ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِآيَٰتِ ٱللَّهِ } ردّ على قولهم : إنما أنت مفتر ؛ يعني : إنما يليق الكذب بمن لا يؤمن لأنه لا يخاف الله ، وأما من يؤمن بالله فلا يكذب عليه { وَأُوْلـٰئِكَ هُمُ ٱلْكَٰذِبُونَ } الإشارة إلى الذين لا يؤمنون بالله : أي هم الذين عادتهم الكذب لأنهم لا يبالون بالوقوع في المعاصي ، ويحتمل أن يكون المنسوب إليهم قولهم إنما أنت مفتر .