Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 16, Ayat: 127-128)

Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَٱصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلاَّ بِٱللَّهِ } هذا عزم على النبي صلى الله عليه وسلم في خاصته على الصبر ، ويروى أنه قال لأصحابه أما أنا فأصبر كما أمرت ، فماذا تصنعون ؟ قالوا نصبر كما ندبنا ثم أخبره أنه لا يصبر إلا بمعونة الله ؛ وقد قيل إن ما في هذه الآية من الأمر بالصبر منسوخ بالسيف ، وهذا إن كان الصبر يراد به ترك القتال ، وأما إن كان الصبر يراد به ترك المثلة التي فعل مثلها بحمزة فذلك غير منسوخ { وَلاَ تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ } أي لا تتاسف لكفرهم { وَلاَ تَكُ فِي ضَيْقٍ مِّمَّا يَمْكُرُونَ } أي لا يضق صدرك بمكرهم ، والضيق بفتح الضاد تخفيف من ضيق كميت وميت ، وقرئ بالكسر وهو مصدر ، ويجوز أن يكون الضيق والضيق مصدران { إِنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلَّذِينَ ٱتَّقَواْ } يريد أنه معهم بمعونته ونصره { وَّٱلَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ } الإحسان هنا يحتمل أن يراد به فعل الحسنات ، والمعنى الذي أشار له النبي صلى الله عليه وسلم بقوله : الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه وهذا هو الأظهر ، لأنه رتبة فوق التقوى .