Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 16, Ayat: 30-31)
Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَقِيلَ لِلَّذِينَ ٱتَّقَوْاْ مَاذَا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قَالُواْ خَيْراً } لما وصف مقالة الكفار الذين قالوا أساطير الأولين : قابل ذلك بمقالة المؤمنين ، فإن قيل : لم نصب جواب المؤمنين وهو قولهم : خيراً ، رفع جواب الكافرين وهو أساطير الأولين ؟ فالجواب : أن قولهم خيراً منصوب بفعل مضمر تقديره أنزل خيراً ، ففي ذلك اعتراف بأن الله أنزله ، وأما أساطير الأولين فهو خبر ابتداء مضمر تقديره هو أساطير الأولين ، فلم يعترفوا بأن الله أنزله فلا وجه لنصبه ، ولو كان منصوباً لكان الكلام متناقضاً ؛ لأن قولهم أساطير الأولين يقتضي التكذيب بأن الله أنزله ، والنصب بفعل مضمر يقتضي التصديق بأن الله أنزله ، لأن تقديره أنزل ، فإن قيل : يلزم مثل هذا في الرفع ، لأن تقديره هو أساطير الأولين ، فإنه غير مطابق للسؤال الذي هو ماذا أنزل ربكم ، الجواب : أنهم عدلوا بالجواب عن السؤال فقالوا هو أساطير الأولين ، ولم ينزله الله { لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ فِي هٰذِهِ ٱلْدُّنْيَا حَسَنَةٌ } ارتفع حسنة بالابتداء وللذين خبره ، والجملة بدل من خيراً ، وتفسيره للخير الذي قالوا ، وقيل : هي استئناف كلام الله تعالى ، لا من كلام الذين قالوا خيراً { جَنَّاتُ عَدْنٍ } يحتمل أن يكون هو اسم الممدوح بنعم ، فيكون مبتدأ وخبره فيما قبله أو خبر ابتداء مضمر ، ويحتمل أن يكون مبتدأ وخبره يدخلونها أو مضمر تقديره : لهم جنات عدن .