Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 16, Ayat: 5-8)

Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ } أي ما يتدفأ به ، يعني ما يتخذ من جلود الأنعام وأصوافها من الثياب ، ويحتمل أن يكون قوله : لكم متعلق بما قبله أو بما بعده ويختلف الوقوف باختلاف ذلك { وَمَنَٰفِعُ } يعني شرب ألبانها ، والحرث بها وغير ذلك { وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ } يحتمل أن يريد بالمنافع ما عدا الأكل فيكون الأكل أمراً زائداً عليها ، أو يريد بالمنافع الأكل وغيره ، ثم جرد ذكر الأكل لأنه أعظم المنافع { وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ } الجمال حسن المنظر ، وحين تريحون يعني حين تردونها بالعشي إلى المنازل ، وحين تسرحون حين تردونها بالغداة إلى الرعي ، وإنما قدم تريحون على تسرحون ، لأن جمال الأنعام بالعشي أكثر لأنها ترجع وبطونها ملأى وضروعها حافلة { وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ } يعني الأمتعة وغيرها وقيل : أجساد بني آدم { إِلَىٰ بَلَدٍ } أي إلى أي بلد توجهتم ، وقيل : يعني مكة { بِشِقِّ ٱلأَنفُسِ } أي بمشقة { لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً } استدل بعض الناس به على تحريم أكل الخيل والبغال والحمير ، لكونه علل خلقتها بالركوب والزينة دون الأكل ، ونصب زينة على أنه مفعول من أجله ، وهو معطوف على موضع لتركبوها { وَيَخْلُقُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ } عبارة على العموم أي أن مخلوقات الله لا يحيط البشر بعلمها ، وكل ما ذكر في هذه الآية شيئاً مخصوصاً فهو على وجه المثال .