Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 17, Ayat: 48-51)
Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ ٱنْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُواْ لَكَ ٱلأَمْثَٰلَ } أي مثلوك بالساحر ، والشاعر ، والمجنون { فَضَلُّواْ } عن الحق { فَلاَ يَسْتَطِيعْونَ سَبِيلاً } إلى الهدى ؛ ونزلت الآية في الوليد بن المغيرة ، وأصحابه من الكفار { وَقَالُوۤاْ أَءِذَا كُنَّا عِظَاماً وَرُفَاتاً } الآية معناها إنكار للبعث ، واستبعادهم أن يخلقهم الله خلقاً جديداً بعد فنائهم ، والرفات الذي بلي حتى صار غباراً أو فتاتاً ، وقد ذكر في سورة [ الرعد : 5 ] اختلاف القراء في الاستفهامين { قُلْ كُونُواْ حِجَارَةً أَوْ حَدِيداً } المعنى لو كنتم حجارة أو حديداً لقدرنا على بعثكم وإحيائكم ، مع أن الحجارة والحديد أصلب الأشياء وأبعدها عن الرطوبة التي في الحياة ، فأولى وأحرى أن يبعث أجسادكم ويحيي عظامكم البالية ، فذكر الحجارة والحديد تنبيهاً بهما على ما هو أسهل في الحياة منهما ، ومعنى قوله : كونوا أي كونوا في الوهم والتقدير ، وليس المراد به التعجيز كما قال بعضهم في ذلك { أَوْ خَلْقاً مِّمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ } قيل : يعني السمٰوات والأرض والجبال ، وقيل : بل أحال على فكرتهم عموماً في كل ما هو كبير عندهم : أي لو كنتم حجارة أو حديداً أو شيئاً أكبر عندكم من ذلك وأبعد عن الحياة لقدرنا على بعثكم { فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ رُؤُوسَهُمْ } أي يحركونها تحريك المستبعد للشيء والمستهزئ { وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هُوَ } أي متى يكون البعث .