Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 17, Ayat: 4-6)

Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَقَضَيْنَآ إِلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي ٱلْكِتَٰبِ } قيل : إن قضينا هنا بمعنى علمنا وأخبرنا ، كما قيل في { وَقَضَيْنَآ إِلَيْهِ ذَلِكَ ٱلأَمْرَ } [ الحجر : 66 ] ، والكتاب على هذا التوراة ، وقيل : قضينا إليه من القضاء والقدر ، والكتاب على هذا اللوح المحفوظ ، الذي كتبت فيه مقادير الأشياء ، وإلى بمعنى على { لَتُفْسِدُنَّ فِي ٱلأَرْضِ مَرَّتَيْنِ } هذه الجملة بيان للمقضي ، وهي في وضع جواب قضينا إذا كان من القضاء والقدر ، لأنه جرى مجرى القسم ، وإن كان بمعنى أعلمنا فهو جواب قسم محذوف ، تقديره : والله لتفسدن ، والجملة في موضع معمول قضينا ، والمرتان المشار إليهما ؛ إحداهما : قتل زكريا والأخرى قتل يحيىعليهما السلام { وَلَتَعْلُنَّ عُلُوّاً كَبِيراً } من العلو وهو الكبر والتخيل { فَإِذَا جَآءَ وَعْدُ أُولٰهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لَّنَآ } معناه أنهم إذا أفسدوا في المرة الأولى بعث الله عليهم عباداً له لينتقم منهم على أيديهم ، واختلف في هؤلاء العبيد فقيل : جالوت وجنوده وقتل بختنصر ملك بابل { فَجَاسُواْ خِلَٰلَ ٱلدِّيَارِ } أي ترددوا بينهما بالفساد ، وروي أنهم قتلوا علماءهم وأحرقوا التوراة . وخربوا المساجد وسبوا منهم سبعين ألفاً { ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ ٱلْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ } أي الدولة والغلبة على الذين بعثوا عليكم ، ويعني رجوع الملك إلى بني إسرائيل ، واستنقاذ أسراهم ، وقبل بختنصر ، وقيل : قتل داود لجالوت { أَكْثَرَ نَفِيراً } أي أكثر عدداً ، وهو مصدر من قولك : نفر الرجل إذا خرج مسرعاً ، أو جمع نفر .