Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 17, Ayat: 73-75)

Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَإِن كَادُواْ لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ ٱلَّذِي أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ } الآية : سببها أن قريشاً قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم : اقبل بعض أمرنا ونقبل بعض أمرك ، وقيل : إن ثقيفاً طلبوا من النبي صلى الله عليه وسلم أن يؤخرهم بعد إسلامهم سنة يعبدون فيها اللات والعزى ، والآية على هذا القول مدنية { لِتفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ } الافتراء هنا يراد به المخالفة لما أوحى إليه من القرآن وغيره { وَإِذاً لاَّتَّخَذُوكَ خَلِيلاً } أي لو فعلت ما أرادوا منك لاتخذوك خليلاً { وَلَوْلاَ أَن ثَبَّتْنَٰكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً } لولا تدل على امتناع شيء لوجود غيره ، فدلت هنا على امتناع مقاربة النبي صلى الله عليه وسلم الركون إليهم لأجل تثبيت الله له وعصمته ، وكدت تقتضي نفي الركون ، لأن معنى كاد فلان يفعل كذا أي : إنه لم يفعله فانتفى الركون إليهم ومقاربته ، فليس في ذلك نقص من جانب النبي صلى الله عليه وسلم ، لأن التثبيت منعه من مقاربة الركون ، ولو لم يثبته الله لكانت مقاربته للركون إليهم شيئاً قليلاً ، وأما منع التثبيت فلم يركن قليلاً ولا كثيراً ، ولا قارب ذلك { إِذاً لأذَقْنَٰكَ ضِعْفَ ٱلْحَيَٰوةِ وَضِعْفَ ٱلْمَمَاتِ } أي عذابهما لو فعل ذلك .