Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 17, Ayat: 85-87)

Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ ٱلرُّوحِ } السائلون اليهود ، وقيل : قريش بإشارة اليهود ، والروح هنا عند الجمهور هو الذي في الجسم ، وقد يقال فيه : النفس وقيل : الروح هنا جبريل ، وقيل : القرآن ، والأول هو الصواب لدلالة ما بعده على ذلك { قُلِ ٱلرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي } أي من الأمور التي استأثر الله بها ولم يطلع عليها خلقه ، وكانت اليهود قد قالت لقريش اسألوه عن الروح ، فإن لم يجبكم فيه بشيء فهو نبيّ ، وذلك أنه كان عندهم في التوراة أن الروح مما انفرد الله بعلمه ، وقال ابن بريدة : لقد مضى النبي صلى الله عليه وسلم وما يعرف الروح ، ولقد كثر اختلاف الناس في النفس والروح ، وليس في أقوالهم في ذلك ما يعول عليه { وَمَآ أُوتِيتُم مِّنَ ٱلْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً } خطاب عام لجميع الناس ، لأن علمهم قليل بالنظر إلى علم الله . وقيل : خطاب لليهود خاصة ، والأول أظهر ، لأن فيه إشارة إلى أنهم لا يصلون إلى العلم بالروح { وَلَئِن شِئْنَا لَنَذْهَبَنَّ بِٱلَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ } أي إن شئنا ذهبنا بالقرآن فمحوناه من الصدور والمصاحف ، وهذه الآية متصلة المعنى بقوله : وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً : أي في قدرتنا أن نذهب بالذي أوحينا إليك فلا يبقى عندك شيء من العلم { وَكِيلاً } أي من يتوكل بإعادته وردّه بعد ذهابه { إِلاَّ رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ } يحتمل أن يكون استثناء متصلاً ، فمعنى أن رحمة ربك ترد القرآن بعد ذهابه لو ذهب ، أو استثناء منقطعاً بمعنى أن رحمة ربك تمسكه عن الذهاب .