Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 18, Ayat: 22-22)

Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ سَيَقُولُونَ } الضمير لمن كان في زمان النبي صلى الله عليه وسلم من اليهود أو غيرهم ممن تكلم في أصحاب الكهف { رَجْماً بِٱلْغَيْبِ } أي ظنا وهو مستعار من الرجم بمعنى الرمي { سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ } قال قوم : إن الواو واو الثمانية لدخولها هنا وفي قوله : سبع ليال وثمانية أيام ، وفي قوله في أهل الجنة : { وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا } [ الزمر : 73 ] وفي قوله في براءة { وَٱلنَّاهُونَ عَنِ ٱلْمُنكَرِ } [ التوبة : 112 ] وقال البصريون : لا تثبت واو الثمانية وإنما الواو هنا كقوله : جاء زيد وفي يده سيف . قال الزمخشري : وفائدتها التوكيد . والدلالة على أن الذين قالوا سبعة وثامنهم كلبهم صدقوا وأخبروا بحق ، بخلاف الذين قالوا ثلاثة ورابعهم كلبهم ، والذين قالوا خمسة وسادسهم كلبهم ، وقال ابن عطية : دخلت الواو في آخر إخبار عن عددهم لتدل على ان هذا نهاية ما قيل ، ولو سقطت لصح الكلام ، وكذلك دخلت السين في قوله سيقولون الأول ، ولم تدخل في الثاني والثالث استغناء بدخولها في الأول { مَّا يَعْلَمُهُمْ إِلاَّ قَلِيلٌ } أي لا يعلم عدتهم إلا قليل من الناس ، وهم من أهل الكتاب ، قال ابن عباس : أنا من ذلك القليل ، وكانوا سبعة وثامنهم كلبهم ، لأنه قال في الثلاثة والخمسة : رجماً بالغيب ولم يقل ذلك في سبعة وثامنهم كلبهم { فَلاَ تُمَارِ فِيهِمْ إِلاَّ مِرَآءً ظَٰهِراً } لا تمار : من المراء وهو الجدال والمخالفة والاحتجاج ، والمعنى لا تمار أهل الكتاب في عدة أصحاب الكهف إلا مراء ظاهراً ، أي غير متعمق فيه من غير مبالغة ولا تعنيف في الردُّ عليهم { وَلاَ تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِّنْهُمْ أَحَداً } أي لا تسأل أحداً من أهل الكتاب عن أصحاب الكهف ، لأن الله قد أوحى إليك في شأنهم ما يغنيك عن السؤال .