Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 156-157)

Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ إِنَّا للَّهِ } تذكروا الآخرة لتهون عليهم مصائب الدنيا ، وفي الحديث الصحيح : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " من أصابته مصيبة فقال : إنا لله وإنا إليه راجعون ، اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيراً منها أخلف الله له خيراً مما أصابه " قالت أمّ سلمة : فلما مات زوجي أبو سلمة قلت ذلك فأبدلني الله به رسول الله صلى الله عليه وسلم . فائدة : ورد ذكر الصبر من القرآن في أكثر من سبعين موضعاً ، وذلك لعظمة موقعه في الدين . قال بعض العلماء : كل الحسنات لها أجر محصور من عشرة أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلاّ الصبر فإنه لا يحصر أجره ، لقوله تعالى : { إِنَّمَا يُوَفَّى ٱلصَّٰبِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ } [ الزمر : 10 ] وذكر الله للصابرين ثمانية أنواع من الكرامة : أولها : المحبة ، قال : { وَٱللَّهُ يُحِبُّ ٱلصَّٰبِرِينَ } [ آل عمران : 146 ] . والثاني : النصر قال : { إِنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلصَّٰبِرِينَ } [ البقرة : 153 ] . والثالث : غرفات الجنة . قال : { يُجْزَوْنَ ٱلْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُواْ } [ الفرقان : 75 ] . والرابع : الأجر الجزيل قال : { إِنَّمَا يُوَفَّى ٱلصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ } [ الزمر : 10 ] والأربعة الأخرى المذكورة في هذه الآية ، ففيها البشارة ، قال : { وَبَشِّرِ ٱلصَّٰبِرِينَ } [ البقرة : 155 ] والصلاة والرحمة والهداية { أُولَـٰئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَٰتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـٰئِكَ هُمُ ٱلْمُهْتَدُون } والصابرون على أربعة أوجه : صبر على البلاء ، وهو منع النفس من التسخيط والهلع والجزع . وصبر على النعم وهو تقييدها بالشكر ، وعدم الطغيان ، وعدم التكبر بها . وصبر على الطاعة بالمحافظة والدوام عليها . وصبر عن المعاصي بكف النفس عنها ، وفوق الصبر التسليم ؛ وهو ترك الاعتراض والتسخيط ظاهراً ، وترك الكراهه باطناً ، وفوق التسليم : الرضا بالقضاء ، وهو سرور النفس بفعل الله وهو صادر عن المحبة ، وكل ما يفعله المحبوب محبوب .