Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 17-17)

Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ } إن كان المثل هنا بمعنى حالهم وصفتهم فالكاف للتشبيه وإن كان المثل بمعنى التشبيه فالكاف زائدة { ٱسْتَوْقَدَ } أي أوقد ، وقيل : طلب الوقود على الأصل في استفعل { فَلَمَّآ أَضَاءَتْ } إن تعدى فما حوله مفعول به ، وإن لم يتعدّ فما زائدة أو ظرفية { ذَهَبَ ٱللَّهُ بِنُورِهِمْ } أي أذهبه ، وهذه الجملة جواب لما محذوف تقديره : طفيت النار ، وذهب الله بنورهم : جملة مستأنفة والضمير عائد على المنافقين ، فعلى هذا يكون { ٱلَّذِي } على بابه من الإفراد ، والأرجح أنه أعيد ضمير الجماعة لأنه لم يقصد بالذي ، واحد بعينه إنما المقصود التشبيه بمن استوقد ناراً ؛ سواء كان واحداً أو جماعة ، ثم أعيد الضمير بالجمع ليطابق المشبه ، لأنهم جماعة ، فإن قيل : ما وجه تشبيه المنافقين بصاحب النار التي أضاءت ثم أظلمت ؟ فالجواب من ثلاثة أوجه : أحدها : أن منفعتهم في الدنيا بدعوى الإيمان شبيه بالنور ، وعذابهم في الآخرة شبيه بالظلمة بعده ، والثاني : أن استخفاء كفرهم كالنور ، وفضيحتهم كالظلمة ، والثالث : أن ذلك فيمن آمن منهم ثم كفر ، فإيمانه نور ، وكفره بعده ظلمة ، ويرجح هذا قوله : { ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ آمَنُواّ ثُمَّ كَفَرُوا } [ المنافقون : 3 ] فإن قيل : لم قال : { ذَهَبَ ٱللَّهُ بِنُورِهِمْ } ولم يقل : أذهب الله نورهم ، مشاكلة لقوله : { فَلَمَّآ أَضَاءَتْ } فالجواب : أن إذهاب النور أبلغ لأنه إذهاب للقليل والكثير ، بخلاف الضوء فإنه يطلق على الكثير .