Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 187-187)

Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ أُحِلَّ لَكُمْ } الآية : كان الأكل والجماع محرّماً بعد النوم في ليل رمضان ، فجرت لذلك قصة لعمر بن الخطاب رضي الله عنه والصرمة بن مالك ، فأحلهما الله تخفيفاً على عباده { ٱلرَّفَثُ } هنا الجماع ، وإنما تعدّى بإلى لأنه في معنى الإفضاء { هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ } تشبيه بالثياب ، لاشتمال كل واحد من الزوجين على الآخر ، وهذا تعليل للإباحة { تَخْتانُونَ أَنْفُسَكُمْ } أي تأكلون وتجامعون بعد النوم في رمضان { فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ } أي غفر ما وقعتم فيه من ذلك ، وقيل : رفع عنكم ذلك الحكم { بَٰشِرُوهُنَّ } إباحة { مَا كَتَبَ ٱللَّهُ لَكُمْ } قيل : الولد يبتغي بالجماع ، وقيل : الرخصة في الأكل والجماع لمن نام في ليل رمضان بعد منعه { مِنَ ٱلْفَجْرِ } بيان للخيط الأبيض لا للأسود ؛ لأنّ الفجر ليس له سواد ، والخيط هنا استعارة : يراد بالخيط الأبيض بياض الفجر ، وبالخيط الأسود : سواد الليل ، وروي أن قوله من الفجر : نزل بعد ذلك بياناً لهذا المعنى ، لأنّ بعضهم جعل خيطاً أبيض وخيطاً أسود تحت وسادته ، وأكل حتى تبين له ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : إنما هو بياض النهار وسواد الليل { إِلَى ٱلَّليْلِ } أي إلى أوّل الليل ، وهو غروب الشمس . فمن أفطر قبل ذلك فعليه القضاء والكفارة ، ومن شك هل غربت أم لا فأفطر ، فعليه القضاء والكفارة أيضاً وقيل القضاء فقط ، وقالت عائشة رضي الله عنها : " إلى الليل " يقتضي المنع من الوصال ، وقد جاء ذلك في الحديث { وَلاَ تُبَٰشِرُوهُنَّ } تحريم للمباشرة حين الاعتكاف ، قال الجمهور : المباشرة هنا الجماع فما دونه ، وقيل الجماع فقط ، { فِي ٱلْمَسَٰجِدِ } دليل على جواز الاعتكاف في كل مسجد ؛ خلافاً لمن قال : لا اعتكاف إلاّ في المسجد الحرام ، ومسجد المدينة ، وبيت المقدس : وفيه أيضاً دليل على أن الاعتكاف لا يكون إلاّ في المساجد ، لا في غيرها خلافاً لمن أجازه في غيرها من مفهوم الآية { حُدُودُ ٱللَّهِ } أحكامه التي أمر بالوقوف عندها { فَلاَ تَقْرَبُوهَا } أي لا تقربوا مخالفتها ، واستدل بعضهم به على سدّ الذرائع ؛ لأنّ المقصود النهي عن المخالفة للحدود لقوله : { تِلْكَ حُدُودُ ٱللَّهِ فَلاَ تَعْتَدُوهَا } [ البقرة : 229 ] ، ثم نهى هنا عن مقاربة المخالفة سدّاً للذريعة .