Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 198-199)

Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ فَضْلاً مِّن رَّبِّكُمْ } أي التجارة في أيام الحج أباحها الله تعالى ، وقرأ ابن عباس : فضلاً من ربكم في مواسم الحج { أَفَضْتُم } اندفعتم جملة واحدة { مِّنْ عَرَفَٰتٍ } اسم علم للموقف ، والتنوين فيه في مقابلة النون في جمع المذكر لا تنوين صرف ، فإن فيه التعريف والتأنيث { ٱلْمَشْعَرِ ٱلْحَرَامِ } أي المزدلفة ، والوقوف بها سنة { كَمَا هَدَاكُمْ } الكاف للتعليل { وَإِن كُنْتُمْ } إن مخففة من الثقيلة ، ولذلك جاء اللام في خبرها { مِّن قَبْلِهِ } أي من قبل الهُدى { ثُمَّ أَفِيضُواْ مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ ٱلنَّاسُ } فيه قولان : أحدهما : أنه أمر للجنس وهم قريش ومن تبعهم كانوا يقفون بالمزدلفة لأنها حرم ، ولا يقفون بعرفة مع سائر الناس ؛ لأنها حلّ ، ويقولون : نحن أهل الحرم لا نقف إلاّ بالحرم ، فأمرهم الله تعالى أن يقفوا بعرفة مع الناس ويفيضوا منها ، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم قبل ذلك يقف مع الناس بعرفة ؛ توفيقاً من الله تعالى له ، والقول الثاني : أنها خطاب لجميع الناس ، ومعناها : أفيضوا من المزدلفة إلى منى ، فثم : على هذا القول على بابها من الترتيب ، وأما على القول الأوّل فليست للترتيب ، بل للعطف خاصة ، قال الزمخشري : هي كقولك : أحسن إلى الناس ، ثم لا تحسن إلى غير كريم ، فإن معناها التفاوت بين ما قبلها وما بعدها وأن ما بعدها أوكد .