Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 263-265)
Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ قَوْلٌ مَّعْرُوفٌ } هو ردّ السائل بجميل من القول : كالدعاء له والتأنيس { وَمَغْفِرَةٌ } عفو عن السائل إذا وجد منه جفاء ، وقيل : مغفرة من الله لسبب الردّ الجميل ، والمعنى : تفضيل عدم العطاء إذا كان بقول معروف ومغفرة ، على العطاء الذي يتبعه أذى { لاَ تُبْطِلُواْ صَدَقَٰتِكُم } عقيدة أهل السنة أن السيئات لا تبطل الحسنات ؛ فقالوا في هذه الآية : إنّ الصدقة التي يعلم من صاحبها أنه يمن أو يؤذي لا تقبل منه ، وقيل : إنّ المن والأذى دليل على أن نيته لم تكن خالصة ، فلذلك بطلت صدقته { كَٱلَّذِي يُنْفِقُ } تمثيل لمن يمنّ ويؤذي بالذي ينفق رياء وهو غير مؤمن { فَمَثَلُهُ } أي مثل المرائي في نفقته كحجر عليه تراب ؛ يظنه من يراه أرضاً منبتة طيبة ، فإذا أنزل عليها المطر انكشف التراب ، فيبقى الحجر لا منفعه فيه ، فكذلك المرائي يظن أن له أجراً ، فإذا كان يوم القيامة انكشف سره ولم تنفعه نفقته { صَفْوَانٍ } حجر كبير { وَابِلٌ } مطر كثير { صَلْداً } أملس { يَقْدِرُونَ } أي لا يقدرون على الانتفاع بثواب شيء من إنفاقهم وهو كسبهم { وَتَثْبِيتاً } أي تيقناً وتحقيقاً للثواب لأن أنفسهم لها بصائر تحملهم على الإنفاق ، ويحتمل أن يكون معنى التثبيت أنهم ؛ يثبتون أنفسهم على الإيمان باحتمال المشقة في بذل المال ، وانتصاب { ٱبْتِغَآءَ } على المصدر في موضع الحال وعطف عليه { وَتَثْبِيتاً } ، ولا يصح في تثبيتاً أن يكون مفعولاً من أجله ، لأن الإنفاق ليس من أجل التثبيت فامتنع ذلك في المعطوف عليه وهو ابتغاء { كَمَثَلِ جَنَّةٍ } تقديره : كمثل صاحب حبة أو يقدر ولا مثل نفقة الذي ينفقون { بِرَبْوَةٍ } لأن ارتفاع موضع الجنة أطيب لتربتها وهوائها { فَطَلٌّ } الطل الرقيق الخفيف ، فالمعنى يكفي هذه الجنة لكرم أرضها .