Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 60-61)
Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ ٱسْتَسْقَىٰ } طلب السقيا لما عطشوا في التيه { ٱلْحَجَرَ } كان مربعاً ذراعاً في ذراع : تفجر من كل جهة ثلاث عيون ، وروي أنّ آدم كان أهبطه من الجنة ، وقيل هو جنس غير معين ، وذلك أبلغ في الإعجاز { فَٱنفَجَرَتْ } قبله محذوف تقديره : فضربه فانفجرت { مَّشْرَبَهُمْ } أي موضع شربهم ، وكانوا اثني عشر سبطاً لكل سبط عين { كُلُواْ } أي من المنّ والسلوى ، واشربوا من الماء المذكور { وَفُومِهَا } هي الثوم ، وقيل : الحنطة { أَدْنَىٰ } من الدنيء الحقير ، وقيل : أصله أدون ، ثم قلب بتأخير عينه وتقديم لامه { مِصْراً } قيل البلد المعروف وصرف لسكون وسطه . وقيل : هو غير معين فهم نكرة ؛ لما روي أنهم نزلوا بالشام . { وَضُرِبَتْ } أي قضى عليهم بها ، وألزموها . وجعله الزمخشري استعارة من ضرب القبة لأنها تعلو الإنسان وتحيط به { وَٱلْمَسْكَنَةُ } الفاقة ، وقيل : الجزية { ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ } الإشارة إلى ضرب الذلة والمسكنة والغضب ، والباء للتعليل { بِآيَاتِ ٱللَّهِ } الآيات المتلوات أو العلامات { بِغَيْرِ ٱلْحَقِّ } معلوم أنه لا يقتل نبي إلاّ بغير حق ، وذلك أفصح - وقرأ نافع وحده : النبيئين - . فائدة : قال هنا { بِغَيْرِ ٱلْحَقِّ } بالتعريف باللام للعهد ، لأنه قد تقررت الموجبات لقتل النفس ، وقال في الموضع الآخر من آل عمران { بِغَيْرِ حَقٍّ } [ آل عمران : 21 ] بالتنكير لاستغراق النفي ، لأن تلك نزلت في المعاصرين لمحمد صلى الله عليه وسلم . { ذٰلِكَ بِمَا عَصَواْ } يحتمل أن يكون تأكيداً للأول ، وتكون الإشارة بذلك إلى القتل والكفر ، والباء للتعليل . أي اجترأوا على الكفر وقتل الأنبياء لما انهمكوا في العصيان والعدوان .