Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 20, Ayat: 85-88)
Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَأَضَلَّهُمُ ٱلسَّامِرِيُّ } كان السامريّ رجلاً من بني إسرائيل يقال : إنه ابن خال موسى ، وقيل : لم يكن منهم وهو منسوب إلى قرية بمصر يقال لها سامرة ، وكان ساحراً منافقاً { فَرَجَعَ مُوسَىٰ إِلَىٰ قَوْمِهِ } يعني رجع من الطور بعد إكمال الأربعين يوماً التي كلمه الله بها { أَسِفاً } ذكر في [ الأعراف : 149 ] . { أَلَمْ يَعِدْكُمْ رَبُّكُمْ وَعْداً حَسَناً } يعني ما وعدهم من الوصول إلى الطور { أَفَطَالَ عَلَيْكُمُ ٱلْعَهْدُ } يعني المدة وهذا الكلام توبيخ لهم { بِمَلْكِنَا } قرىء بالفتح والضم والكسر ، ومعناه ما أخلفنا موعدك بأن مَلَكْنا أمرنا ، ولكن غُلبنا بكيد السامريّ ، فيحتمل أنهم اعتذروا بقلة قدرتهم وطاقتهم ويناسب هذا المعنى القراءة بضم الميم ، واعتذروا بقلة ملكهم لأنفسهم في النظر وعدم توفيقهم للرأي السديد ، ويناسب هذا المعنى القراءة بالفتح والكسر { حُمِّلْنَآ أَوْزَاراً مِّن زِينَةِ ٱلْقَوْمِ } الأوزار هنا الأحمال ؛ سميت أوزاراً لثقلها ، أو لأنهم اكتسبوا بسببها الأوزار أي الذنوب ، وزينة القوم هي : حُلّي القبط قوم فرعون ؛ كان بنو إسرائيل قد استعاروه منهم قبل هلاكهم ، وقيل : أخذوه بعد هلاكهم فقال لهم السامريّ اجمعوا هذا الحليّ في حفرة حتى يحكم الله فيه ، ففعلوا ذلك وأوقد السامريّ ناراً على الحلّي وصاغ منه عجلاً وقيل : بل خلق الله منه العجل من غير أن يصنعه السامري ، ولذلك قال لموسى قد فتنا قومك من بعدك { فَقَذَفْنَاهَا } أي قذفنا أحمال الحلي في الحفرة { أَفَطَالَ عَلَيْكُمُ } كان السامريّ قد رأى جبريل عليه السلام ، فأخذ من وطء فرسه قبضة من تراب ، وألقى الله في نفسه أنه إذا جعلها على شيء مواتاً صار حيواناً فألقاها على العجل فجاز العجل أي : صاح صياح العجول . فالمعنى أنهم . قالوا كما ألقينا الحلي في الحفرة ألقى السامريّ قبضة التراب { جَسَداً } أي جسماً بلا روح ، والخوار صوت البقر { فَقَالُواْ هَـٰذَآ إِلَـٰهُكُمْ } أي قال ذلك بنو إسرائيل بعضهم لبعض { فَنَسِيَ } يحتمل وجهين : أحدهما أن يكون من كلام بني إسرائيل والفاعل موسى : أي نسي موسى إلٰهه هنا ، وذهب يطلبه في الطور ، والنسيان على هذا بمعنى الذهول ، والوجه الثاني : أن يكون من كلام الله تعالى ، والفاعل على هذا السامريّ : أي نسي دينه وطريق الحق ، والنسيان على هذا المعنى : الترك .