Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 21, Ayat: 32-33)

Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ سَقْفاً مَّحْفُوظاً } أي حفظ من السقوط ومن الشياطين { عَنْ آيَاتِهَا مُعْرِضُونَ } يعني الكواكب والأمطار والرعد والبرق وغير ذلك { كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ } التنوين في { كُلٌّ } عوض عن الإضافة أي : كلهم في فلك يسبحون يعني ؛ الشمس والقمر ، دون الليل والنهار ، إذ لا يوصف الليل والنهار بالسبح في الفلك فالجملة في موضع حال من الشمس والقمر أو مستأنفاً ، فإن قيل : لفظ كلّ ويسبحون جمع ، فكيف يعني الشمس والقمر وهما اثنان ؟ فالجواب : أنه أراد جنس مطالعها كل يوم وليلة ، وهي كثيرة قاله الزمخشري وقال القزنوي : أراد الشمس والقمر وسائر الكواكب السيارة ، وعبر عنهما بضمير الجماعة العقلاء في قوله : { يَسْبَحُونَ } ، لأنه وصفهم بفعل العقلاء وهو السبح ، فإن قيل : كيف قال في فلك ، وهي أفلاك كثيرة ؟ فالجواب أنه أراد كل واحد يسبح في فلكه ، وذلك كقولهم : كساهم الأمير حلة أي كسا كل واحد منهم حلة ، ومعنى الفلك جسم مستدير ، وقال بعض المفسرين : إنه من موج ، وذلك بعيد ، والحق أنه لا يُعلم صفته وكيفيته إلا بإخبار صحيح عن الشارع ، وذلك غير موجود ، ومعنى يسبحون يجرون ، أو يدورون ، وهو مستعار من السبح بمعنى العوم في الماء ، وقوله : { كُلٌّ فِي فَلَكٍ } من المقلوب الذي يقرأ من الطرفين .