Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 21, Ayat: 44-48)

Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ بَلْ مَتَّعْنَا هَـٰؤُلاۤءِ } أي متعناهم بالنعم والعافية في الدنيا ، فطغوا بذلك ونسوا عقاب الله ، والإضراب ببل عن معنى الكلام المتقدم : أي لم يحملهم على الكفر والاستهزاء نصر ولا حفظ ، بل حملهم على ذلك أنا متعناهم وآباءهم . { نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَآ } ذكر في [ الرعد : 43 ] { وَلاَ يَسْمَعُ ٱلصُّمُّ ٱلدُّعَآءَ } إشارة إلى الكفار ، والصم استعارة في إفراط إعراضهم { نَفْحَةٌ } أي خطرة وفيها تقليل العذاب ، والمعنى أنهم لو رأوا أقل شيء من عذاب الله لأذعنوا واعترفروا بذنوبهم { وَنَضَعُ ٱلْمَوَازِينَ ٱلْقِسْطَ } أي العدل ، وإنما أفرد القسط وهو صفة للجمع ، لأنه مصدر وصف به كالعدل والرضا ، وعلى تقدير ذوات القسط ، ومذهب أهل السنة أن الميزان يوم القيامة حقيقة ، له كفتان ولسان وعمود توزن فيه الأعمال ، والخفة والثقل متعلقة بالأجسام ، إما صحف الأعمال ، أو ما شاء الله ، وقالت المعتزلة : إن الميزان عبارة عن العدل ، في الجزاء { لِيَوْمِ ٱلْقِيَامَةِ } ، وقال ابن عطية تقديره : لحساب يوم القيامة ، أو لحكمة ، فهو على حذف مضاف وقال الزمخشري : هو كقولك كتبت الكتاب لست خلون من الشعر { مِثْقَالَ حَبَّةٍ } أي وزنها والرفع على أن كان تامة ، والنصب على أنها ناقصة واسمها مضمر { ٱلْفُرْقَانَ } هنا التوراة ، وقيل التفرقة بين الحق والباطل بالنصر وإقامة الحجة .