Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 21, Ayat: 87-88)

Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَذَا ٱلنُّونِ } هو يونس عليه السلام ، والنون هو الحوت نسب إليه لأنه التقمه { إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِباً } أي مغاضباً لقومه ، إذ كان يدعوهم إلى الله فيكفرون ، حتى أدركه ضجر منهم فخرج عنهم ، ولذلك قال الله : { وَلاَ تَكُن كَصَاحِبِ ٱلْحُوتِ } [ القلم : 48 ] ، ولا يصح قول من قال مغاضباً لربه { فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ } أي ظن أن [ لن ] نضيق عليه ، فهو من معنى قوله قدر عليه رزقه ، وقيل : هو من القدر والقضاء : أي ظنّ أن لن نضيق عليه بعقوبة ، ولا يصح قول من قال : إنه من القدرة { فَنَادَىٰ فِي ٱلظُّلُمَاتِ } قيل هذا الكلام محذوف ؛ لبيانه في غير هذه الآية ، وهو أنه لما خرج ركب السفينة فرمي في البحر فالتقمه الحوت ؛ { فَنَادَىٰ فِي ٱلظُّلُمَاتِ } ، وهي ظلمة الليل والبحر وبطن الحوت ، ويحتمل أنه عبر بالظلمة عن بطن الحوت ، لشدّة ظلمته كقوله : { وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ } [ البقرة : 17 ] { أَن لاَّ إِلَـٰهَ إِلاَّ أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ ٱلظَّالِمِينَ } أن مفسرة أو مصدرية على تقدير نادى بأن ، والظلم الذي اعترف به كونه لم يصبر على قومه وخرج عنهم { وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ ٱلْغَمِّ } يعني من بطن الحوت وإخراجه إلى البرّ { وَكَذٰلِكَ نُنجِـي ٱلْمُؤْمِنِينَ } يحتمل أن يكون مطلقاً أو لمن دعا بدعاء يونس ، ولذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " دعوة أخي يونس ذي النون ما دعا بها مكروب إلا استجيب له " .