Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 22, Ayat: 40-40)
Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ ٱلَّذِينَ أُخْرِجُواْ مِن دِيَارِهِم } يعني الصحابة ، فإن الكفار آذوهم وأضروا بهم حتى اضطروهم إلى الخروج من مكة ، فمنهم من هاجر إلى أرض الحبشة ، ومنهم من هاجر إلى المدينة ونسب الإخراج إلى الكفار ؛ لأن الكلام في معرض إلزامهم الذنب ووصفهم بالظلم { إِلاَّ أَن يَقُولُواْ رَبُّنَا ٱللَّهُ } قال ابن عطية هو استثناء منقطع لا يجوز فيه البدل عند سيبويه ، وقال الزمخشري : { أَن يَقُولُواْ } في محل الجر على الابدال من حق { وَلَوْلاَ دَفْعُ ٱللَّهِ ٱلنَّاسَ } الآية تقوية للإذن في القتال وإظهار للمصلحة التي فيه ، كأن يقول لولا القتال والجهاد لاستولى الكفار على المسلمين وذهب الدين ، وقيل : المعنى ؛ لولا دفع ظلم الظلمة بعدل الولاة ، والأول أليق بسياق الآية ، وقرأ نافع : دفاع بالألف مصدر دافع ، والباقون بغير ألف مصدر دفع { لَّهُدِّمَتْ } قرأ نافع وابن كثير بالتخفيف والباقون بالتشديد للمبالغة { صَوَامِعُ } جمع صومعة بفتح الميم وهي موضع العبادة ، وكانت للصابئين ولرهبان النصارى ، ثم سمى بها في الإسلام موضع الأذان ، والبيع جمع بيعة بكسر الباء وهي كنائس النصارى ، والصلوات كنائس اليهود ، وقيل : هي مشتركة لكل أمة ، والمراد بها مواضع الصلوات ، والمساجد للمسلمين ، فالمعنى : لولا دفع الله لاستولى الكفار على أهل الملل المتقدمة في أزمانهم ، ولاستولى المشركون على هذه الأمة فهدموا مواضع عباداتهم { يُذْكَرُ فِيهَا ٱسمُ ٱللَّهِ } الضمير لجميع ما تقدم من المتعبدات ، وقيل : للمساجد خاصة { وَلَيَنصُرَنَّ ٱللَّهُ مَن يَنصُرُهُ } أي من ينصر دينه وأولياءه ، وهو وعد تضمن الحض على القتال .