Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 22, Ayat: 42-46)
Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَإِن يُكَذِّبُوكَ } الآية ضمير الفاعل لقريش ، والخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم على وجه التسلية له والوعيد لهم { نَكِيرِ } مصدر بمعنى الإنكار { عَلَىٰ عُرُوشِهَا } العروش السقف فإن تعلق الجار بخاوية : فالمعنى أن العروش سقطت ثم سقطت الحيطان عليها فهي فوقها ، وإن كان الجار والمجرور في موضع الحال : فالمعنى أنها خاوية مع بقاء عروشها { وَبِئْرٍ مُّعَطَّلَةٍ } أي لا يُسقى الماء منها لهلاك أهلها ، ورُوي أن هذا البئر هي الرس ، وكانت ( بعدن ) لأمة من بقايا ثمود ، والأظهر أنه لم يرد التعيين ، لقوله : { فَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ } وهذا اللفظ يراد به التكثير { وَقَصْرٍ مَّشِيدٍ } أي مبنى بالشيد وهو الجص ، وقيل : المشيد المرفوع البنيان { قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ } دليل على أن العقل في القلب ، خلافاً للفلاسفة في قولهم : العقل في الدماغ { فَإِنَّهَا لاَ تَعْمَى ٱلأَبْصَارُ } أي لا تعمى الأبصار عمى يعتد به ، وإنما العمى الذي يعتد به عمى القلوب ، وإن هؤلاء القوم ما عميت أبصارهم ولكن عميت قلوبهم ، فالمعنى الأول لقصد المبالغة ، والثاني خاص بهؤلاء القوم { ٱلَّتِي فِي ٱلصُّدُورِ } مبالغة كقوله : { يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِم } [ آل عمران : 167 ] .