Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 23, Ayat: 75-77)

Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَلَوْ رَحِمْنَاهُمْ } الآية : قال الأكثرون : نزلت هذه الآية حين دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم على قريش بالقحط فنالهم الجوع حتى أكلوا الجلود وغيرها ، فالمعنى رحمناهم بالخصب وكشفنا ما بهم من ضرّ الجوع والقحط : لتمادوا على طغيانهم ، وفي هذا عندي نظر ، فإنَّ الآية مكية باتفاق ، وإنما دعا النبي صلى الله عليه وسلم على قريش بعد الهجرة حسبما ورد في الحديث ، وقيل : المعنى لو رحمناهم بالرد إلى الدنيا لعادوا لما نهوا عنه ، وهذا القول لا يلزم عليه ما لزم على الآخر ، ولكنه خرج عن معنى الآية : { وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُمْ بِٱلْعَذَابِ } قيل : إن هذا العذاب هو الجوع بالقحط ، وأن الباب ذا العذاب الشديد المتوعد به بعد هذا يوم بدر ، وهذا مردود بأن العذاب الذي أصابهم إنما كان بعد بدر ، وقيل إن العذاب الذي أخذهم هو يوم بدر ، والباب المتوعد به هو القحط ، وقيل : الباب ذو العذاب الشديد : عذاب الآخرة ، وهذا أرجح ، ولذلك وصفه بالشدّة لأنه أشد من عذاب الدنيا ، وقال : { إِذَا هُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ } : أي يائسون من الخير ، وإنما يقع لهم اليأس في الآخرة كقوله { وَيَوْمَ تَقُومُ ٱلسَّاعَةُ يُبْلِسُ ٱلْمُجْرِمُونَ } [ الروم : 12 ] . { فَمَا ٱسْتَكَانُواْ } أي ما تذللوا لله عز وجل ، وقد تقدم الكلام على هذه الكلمة في آخر [ آل عمران : 146 ] { وَمَا يَتَضَرَّعُونَ } إن قيل : هلا قال : فما استكانوا وما تضرعوا ، أو فما يستكينون وما يتضرعون باتفاق الفعلين في الماضي أو في الاستقبال ؟ فالجواب : أن ما استكانوا عند العذاب الذي أصابهم ، وما يتضرعون حتى يفتح عليهم باب عذاب شديد فنفى الاستكانة فيما مضى ، ونفى التضرع ، في الحال والاستقبال .