Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 23, Ayat: 84-90)

Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ قُل لِّمَنِ ٱلأَرْضُ وَمَن فِيهَآ } هذه الآيات توقيف لهم على أمور لا يمكنهم الإقرار بها ، وإذا أقروا بها لزمهم توحيد خالقها والإيمان بالدار الآخرة { سَيَقُولُونَ لِلَّهِ } قرىء في الأول لله باللام بإجماع ، جواباً لقوله : { لِّمَنِ ٱلأَرْضُ } ، وكذلك قرأ الجمهور الثاني والثالث ، وذلك على المعنى لأن قوله : { مَن رَّبُّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ } في معنى لمن هي ، وقرأ أبو عمرو الثاني والثالث بالرفع على اللفظ { مَلَكُوتُ } مصدر وفي بنائه مبالغة { يُجْيِرُ وَلاَ يُجَارُ عَلَيْهِ } الإجارة المنع من الإهانة ، يقال : أجرت فلاناً على فلان ، إذا منعته من مضرته وإهانته ، فالمعنى أن الله تعالى يغيث من شاء ممن شاء ، ولا يغيث أحد منه أحداً { فَأَنَّىٰ تُسْحَرُونَ } أي تخدعون عن الحق والخادع لهم الشيطان ، وذلك تشبيه بالسحر في التخليط والوقوع في الباطل ، ورتب هذه التوبيخات الثلاثة بالتدريج فقال أولاً : { أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ } ثم قال ثانياً : { أَفَلاَ تَتَّقُونَ } ، وذلك أبلغ ، لأن فيه زيادة تخويف ، ثم قال ثالثاً : { فَأَنَّىٰ تُسْحَرُونَ } وفيه من التوبيخ ما ليس في غيره { وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ } يعني فيما ينسبون لله من الشركاء والأولاد ، ولذلك رد عليهم بنفي ذلك .