Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 23, Ayat: 97-101)

Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ مِنْ هَمَزَاتِ ٱلشَّياطِينِ } يعني نزغاته ووساوسه ، وقيل : يعني الجنون ، واللفظ أعم من ذلك { أَن يَحْضُرُونِ } معناه أن يكونوا معه ، وقيل : يعني حضورهم عند الموت { حَتَّىٰ إِذَا جَآءَ أَحَدَهُمُ ٱلْمَوْتُ } قال ابن عطية : حتى هنا حرف ابتداء : أي ليست غاية لما قبلها ، وقال الزمخشري : حتى تتعلق بيصفون : أي لا يزالون كذلك حتى يأتيهم الموت { قَالَ رَبِّ ٱرْجِعُونِ } يعني الرجوع إلى الدنيا ، وخاطب به مخاطبة الجماعة للتعظيم ، قال ذلك الزمخشري وغيره ، ومثله قول الشاعر : @ ألا فارحمون يا آل محمد @@ وقيل إنه نادى ربه ثم خاطب الملائكة { فِيمَا تَرَكْتُ } قيل : يعني فيما تركت من المال ، وقيل : فيما تركت من الإيمان فهو كقوله : { أَوْ كَسَبَتْ فِيۤ إِيمَانِهَا خَيْراً } [ الأنعام : 158 ] ، والمعنى أن الكافر رغب أن يرجع إلى الدنيا ليؤمن ويعمل صالحاً في الإيمان الذي تركه أول مرة { كَلاَّ } ردع له عما طلب { إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَآئِلُهَا } يعني قوله : { رَبِّ ٱرْجِعُونِ } { لَعَلِّيۤ أَعْمَلُ صَالِحاً } فسمى هذا الكلام كلمة وفي تأويل معناه ثلاثة أقوال : أحدها أن يقول هذه الكلمة لا محالة لإفراط ندمه وحسرته فهو إخبار بقوله والثاني أن المعنى أنها كلمة يقولها ولا تنفعه ولا تغني عنه شيئاً ، والثالث أن يكون المعنى أنه يقولها كاذباً فيها ، ولو رجع إلى الدنيا لم يعمل صالحاً { وَمِن وَرَآئِهِمْ } أي فيما يستقبلون من الزمان والضمير للجماعة المذكورين في قوله جاء أحدهم { بَرْزَخٌ } يعني المدة التي بين الموت والقيامة ، وهي تحول بينهم وبين الرجوع إلى الدنيا وأصل البرزخ الحاجز بين شيئين { فَلاَ أَنسَابَ بَيْنَهُمْ } المعنى أنه ينقطع يومئذ التعاطف والشفقة التي بين القرابة ؛ لاشتغال كل أحد بنفسه كقوله : { يَوْمَ يَفِرُّ ٱلْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ * وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ } [ عبس : 34 - 35 ] فتكون الأنساب كأنها معدومة { وَلاَ يَتَسَآءَلُونَ } أي لا يسأل بعضهم بعضاً لاشتغال كل أحد بنفسه ، فإن قيل : كيف الجمع بين هذا وبين قوله { وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ يَتَسَآءَلُونَ } [ الطور : 25 ] فالجواب أن ترك التساؤل عند النفخة الأولى ثم يتساءلون بعد ذلك ، فإن يوم القيامة يوم طويل فيه مواقف كثيرة .