Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 24, Ayat: 11-11)

Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ إِنَّ ٱلَّذِينَ جَآءُوا بِٱلإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنْكُمْ } الإفك : أشدّ الكذب ، ونزلت هذه الآية وما بعدها إلى تمام ست عشر آية في شأن سيدتنا عائشة رضي الله عنها وفي براءتها مما رماها به أهل الإفك ، وذلك أن الله برأ أربعة بأربعة برأ يوسف بشهادة الشاهد من أهلها ، وبرأ موسى من قول اليهود بالحجر الذي ذهب بثوبه وبرأ مريم بكلام ولدها في حجرها ، وبرأ عائشة من الإفك بإنزال القرآن في شأنها ، ولقد تضمنت هذه الآيات الغاية القصوى في الاعتناء بها ، والكرامة لها والتشديد على من قذفها . وقد خرج حديث الإفك البخاري ومسلم وغيرهما ، واختصاره " أن عائشة خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة بني المصطلق ، فضاع لها عقد فتأخرت على التماسه حتى رحل الناس ، فجاء رجل يقال له صفوان بن المعطل ، فرآها فنزل عن ناقته وتنحى عنها حتى ركبت عائشة ، وأخذ يقودها حتى بلغ الجيش ، فقال أهل الإفك في ذلك ما قالوا ، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : ما بال رجال رموا أهلي والله ما علمت على أهلي إلا خيراً ، ولقد ذكروا رجلاً ما علمت عليه إلا خيراً ، وسأل جارية عائشة ، فقالت : والله ما علمت عليها إلا ما يعلم الصائغ على تبر الذهب الأحمر " . والعصبة الجماعة من العشرة إلى الأربعين ، ولم يذكر في الحديث من أهل الإفك إلا أربعة ، وهم : عبد الله بن أبيّ بن سلول رأس المنافقين ، وحمنة بنت جحش ، ومسطح بن أثاثة وحسان بن ثابت ، وقيل : إن حسّان لم يكن منهم وارتفاع عصبة لأنه خبر إن ، واختار ابن عطية أن يكون عصبة بدلاً من الضمير في جاؤوا ، ويكون الخبر { لاَ تَحْسَبُوهُ شَرّاً لَّكُمْ } على تقدير : إن حديث الذين جاؤوا بالإفك ، والأول أظهر { بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ } خطاب للمسلمين ، والخير في ذلك من خمسة أوجه : تبرئة أم المؤمنين ، وكرامة الله لها بإنزال الوحي في شأنها ، والأجر الجزيل لها في الفرية عليها ، وموعظة المؤمنين ، والانتقام من المفترين { وَٱلَّذِي تَوَلَّىٰ كِبْرَهُ } هو عبد الله بن أبي بن سلول المنافق ، وقيل الذي بدأ بهذه الفرية غير معين ، والعذاب العظيم هنا يحتمل أن يراد به الحدّ أو عذاب الآخرة .