Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 24, Ayat: 61-61)
Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ لَّيْسَ عَلَى ٱلأَعْمَىٰ حَرَجٌ } الآية اختلف في المعنى الذي رفع فيه الحرج عن الأعمى والأعرج والمريض في هذه الآية فقيل : هو في الغزو أي لا حرج عليهم في تأخيرهم عنه ، وقوله { وَلاَ عَلَىٰ أَنفُسِكُمْ } مقطوع من الذي قبله على هذا القول كأنه قال : ليس على هؤلاء الثلاثة حرج في ترك الغزو ، ولا عليكم حرج في الأكل ، وقيل : الآية كلها في معنى الأكل ، واختلف الذاهبون إلى ذلك ، فقيل : إن أهل هذه الأعذار كانوا يتجنبون الأكل مع الناس لئلا يتقذرهم الناس ، فنزلت الآية مبيحة لهم الأكل مع الناس ، وقيل : إن الناس كانوا إذا نهضوا إلى الغزو وخلفوا أهل هذه الأعذار في بيوتهم ، وكانوا يتجنبون أكل مال الغائب ، فنزلت الآية في ذلك ، وقيل : إن الناس كانوا يتجنبون الأكل معهم تقذراً ، فنزلت الآية ، وهذا ضعيف . لأن رفع الحرج عن أهل الأعذار لا عن غيرهم ، وقيل : إن رفع الحرج عن هؤلاء الثلاثة في كل ما تمنعهم عنه أعذارهم من الجهاد وغيره { وَلاَ عَلَىٰ أَنفُسِكُمْ أَن تَأْكُلُواْ مِن بُيُوتِكُمْ } أباح الله تعالى للإنسان الأكل في هذه البيوت المذكورة في الآية ، فبدأ ببيت الرجل نفسه ، ثم ذكر القرابة على ترتيبهم ولم يذكر فيهم الابن ، لأنه دخل في قوله { مِن بُيُوتِكُمْ } ، لأن بيت ابن الرجل بيته ، لقوله عليه الصلاة والسلام : " أنت ومالك لأبيك " ، واختلف العلماء فيما ذكر في هذه الآية من الأكل من بيوت القرابة فذهب قوم إلى أنه منسوخ ، وأنه لا يجوز الأكل من بيت أحد إلا بإذنه والناسخ قوله تعالى : { وَلاَ تَأْكُلُوۤاْ أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِٱلْبَاطِلِ } [ البقرة : 188 ، النساء : 29 ] ، وقوله عليه الصلاة والسلام : " لا يحل مال امرىء مسلم إلا عن طيب نفس منه " وقيل الآية محكمة ، ومعناها إباحة الأكل من بيوت القرابة إذا أذنوا في ذلك ، وقيل بإذن وبغير إذن { أَوْ مَا مَلَكْتُمْ مَّفَاتِحهُ } يعني الوكلاء والأجراء والعبيد الذين يمسكون مفاتح مخازن أموال ساداتهم ، فأباح لهم الأكل منها ، وقيل : المراد ما ملك الإنسان من مفاتح نفسه وهذا ضعيف { أَوْ صَدِيقِكُمْ } الصديق يقع على الواحد والجماعة ، كالعدوّ ، والمراد به هنا جمع ليناسب ما ذكر قبله من الجموع في قوله { آبَآئِكُمْ } و { أُمَّهَاتِكُمْ } وغير ذلك ، وقرن الله الصديق بالقرابة ، لقرب مودّته ، وقال ابن عباس : الصديق أوكد من القرابة . { لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَأْكُلُواْ جَمِيعاً أَوْ أَشْتَاتاً } إباحة للأكل في حال الاجتماع والانفراد ، لأنّ بعض العرب كان لا يأكل وحده أبداً خيفة من البخل ، فأباح لهم الله ذلك { فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتاً فَسَلِّمُواْ عَلَىٰ أَنفُسِكُمْ } أي إذا دخلتم بيوتاً مسكونة ، فسلموا على من فيها من الناس ، وإنما قال : { عَلَىٰ أَنفُسِكُمْ } بمعنى صنفكم كقوله { وَلاَ تَلْمِزُوۤاْ أَنفُسَكُمْ } [ الحجرات : 11 ] وقيل : المعنى إذا دخلتم بيوتاً خالية فسلموا على أنفسكم بأن يقول الرجل : السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين ، وقيل : يعني بالبيوت ، المساجد ، والأمر بالسلام على من فيها ، فإن لم يكن فيها أحد فيسلم على النبي صلى الله عليه وسلم وعلى الملائكة وعلى عباد الله الصالحين .