Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 24, Ayat: 63-63)

Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ لاَّ تَجْعَلُواْ دُعَآءَ ٱلرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَآءِ بَعْضِكُمْ بَعْضاً } في معناها ثلاثة أقوال الأول : أن الدعاء هنا يراد به دعاء النبي صلى الله عليه وسلم إياهم ليجتمعوا إليه في أمر جامع أو في قتال وشبه ذلك ، فالمعنى أن إجابتكم له إذا دعاكم واجبة عليكم بخلاف ما إذا دعا بعضكم بعضاً ، فهو كقوله تعالى : { ٱسْتَجِيبُواْ للَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم } [ الأنفال : 24 ] ويقوي هذا القول مناسبته لما قبله من الاستئذان والأمر الجامع ، والقول الثاني أن المعنى لا تدعوا الرسول عليه السلام باسمه كما يدعو بعضكم بعضاً باسمه بل قولوا : يا رسول الله أو يا نبي الله تعظيماً له ودعاء بأشرف أسمائه ، وقيل : المعنى لا تحسبوا دعاء الرسول عليكم كدعاء بعضكم على بعض : أي دعاؤه عليكم يجاب فاحذروه ، ولفظ الآية بعيد من هذا المعنى على أن المعنى صحيح { قَدْ يَعْلَمُ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنكُمْ لِوَاذاً } الذين ينصرفون عن حفر الخندق واللواذ الروغان والمخالفة وقيل : الانصراف في خفية { فَلْيَحْذَرِ ٱلَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ } الضمير لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم ، واختلف في عن هنا ، فقيل إنها زائدة وهذا ضعيف ، وقال ابن عطية : معناه يقع خلافهم بعد أمره كما تقول : كان المطر عن ريح ، قال الزمخشري يقال : خالفه إلى الأمر إذا ذهب إليه دونه ، وخالفه عن الأمر إذا صد الناس عنه ، فمعنى يخالفون عن أمره يصدّون الناس عنه ، فحذف المفعول لأن الغرض ذكر المخالف { فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } الفتنة في الدنيا بالرزايا ، أو بالفضيحة أو القتل أو العذاب في الآخرة .