Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 25, Ayat: 15-17)
Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ قُلْ أَذٰلِكَ خَيْرٌ أَمْ جَنَّةُ ٱلْخُلْدِ } إنما جاز هنا التفضيل بين الجنة والنار ، لأن الكلام سؤال وتوبيخ ، وإنما يمنع التفضيل بين شيئين ، ليس بينهما اشتراك في المعنى إذا كان الكلام خبراً { وَعْداً مَّسْئُولاً } أي سأله المؤمنين أو الملائكة في قولهم : وأدخلهم جنات عدن ، وقيل : معناه وعداً واجب الوقوع ، لأنه حتمه { فَيَقُولُ ءَأَنتُمْ أَضْلَلْتُمْ عِبَادِي هَؤُلاَءِ } القائل لذلك هو الله عز وجل ، والمخاطب هم المعبودون مع الله على العموم ، وقيل : الأصنام خاصة ، والأول أرجح لقوله : { ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلاَئِكَةِ أَهَـٰؤُلاَءِ إِيَّاكُمْ كَانُواْ يَعْبُدُونَ } [ سبأ : 40 ] وقوله : { ءَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ ٱتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَـٰهَيْنِ مِن دُونِ ٱللَّهِ } [ المائدة : 116 ] { أَمْ هُمْ ضَلُّوا ٱلسَّبِيلَ } أم هنا معادلة لما قبلها ، والمعنى أن الله يقول يوم القيامة للمعبودين : { ءَأَنتُمْ أَضْلَلْتُمْ عِبَادِي هَؤُلاَءِ أَمْ هُمْ ضَلُّوا } من تلقاء أنفسهم باختيارهم ولم تضلوهم أنتم ؟ ولأجل ذلك بين هذا المعنى بقوله : { هُمْ } ليتحقق إسناد الضلال إليهم ، فإنما سألهم الله هذا السؤال مع علمه بالأمور ليوبخ الكفار الذين عبدوهم .