Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 27, Ayat: 18-19)

Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ حَتَّىٰ إِذَآ أَتَوْا عَلَىٰ وَادِ ٱلنَّمْلِ } ظاهر هذا أن سليمان وجنوده كانوا مشاة بالأرض ، أو ركباناً حتى خافت منهم النمل ، ويحتمل أنهم كانوا في الكرسي المحمول بالريح ، وأحست النملة بنزولهم في وادي النمل { قَالَتْ نَمْلَةٌ } النمل : حيوان بل حشرة فطن قويّ الحس يدخر قوته ، ويقسم الحبة بقسمين لئلا تنبت ، ويقسم حبة الكسبرة على أربع قطع لأنها تنبت إذا قسمت قسمين ، ولإفراط إدراكها قالت هذا القول ، ورُوي أن سليمان سمع كلامها ، وكان بينه وبينها ثلاثة أميال ، وهذا لا يسمعه البشر إلى من خصة الله بذلك { ٱدْخُلُواْ } خاطبتهم مخاطبة العقلاء ، لأنها أمرتهم بما يؤمر به العقلاء { لاَ يَحْطِمَنَّكُمْ } يحتمل أن يكون جواباً للأمر ، أو نهياً بدلاً من الأمر لتقارب المعنى { وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ } الضمير لسليمان وجنوده ، والمعنى اعتذار عنهم لو حطموا النمل أي لو شعروا بهم لم يحطموهم { فَتَبَسَّمَ ضَاحِكاً } تبسم لأحد أمرين : أحدهما سروره بما أعطاه الله ؛ والآخر ثناء النملة عليه وعلى جنوده ، فإن قولها هم لا يشعرون : وصف لهم بالتقوى والتحفظ من مضرة الحيوان .