Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 27, Ayat: 48-49)
Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَكَانَ فِي ٱلْمَدِينَةِ } يعني مدينة ثمود { يُفْسِدُونَ فِي ٱلأَرْضِ } قيل : إنهم كانوا يقرضون الدنانير والدراهم ولفظ الفساد أعم من ذلك { تَقَاسَمُواْ بِٱللَّهِ } أي حلفوا بالله ، وقيل : إنه فعل ماض وذلك ضعيف ، والصحيح أنه فعل أمر قاله بعضهم لبعض ، وتعاقدوا عليه { لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ } أي لنقتلنه وأهله بالليل ، وهذا هو الفعل الذي تحالفوا عليه { ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ مَا شَهِدْنَا مَهْلِكَ أَهْلِهِ } أي نتبرأ من دمه إن طلبنا به وليه ، ومهلك يحتمل أن يكون اسم مصدر أو زمان أو مكان ، فإن قيل : إن قولهم : { مَا شَهِدْنَا مَهْلِكَ أَهْلِهِ } يقتضي التبري من دم أهله ، دون التبري من دمه ، فالجواب من ثلاثة أوجه : الأول أنهم أرادوا ما شهدنا مهلكه ومهلك أهله ، وحذف مهلكه لدلالة قولهم { لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ } ، والثاني أن أهل الإنسان قد يراد به هو وهم لقوله : " وأغرقنا آل فرعون " يعني فرعون وقومه ، الثالث : أنهم قالوا مهلك أهله خاصة ليكونوا صادقين ، فإنهم شهدوا مهلكه ومهلك أهله معاً ، وأرادوا التعريض في كلامهم لئلا يكذبوا . { وَإِنَّا لَصَادِقُونَ } يحتمل أن يكون قولهم : { وَإِنَّا لَصَادِقُونَ } مغالطة مع اعتقادهم أنهم كاذبون ، ويحتمل أنهم قصدوا وجهاً من التعريض ليخرجوا به عن الكذب وقد ذكرناه في الجواب الثالث عن مهلك أهله ، وهو أنهم قصدوا أن يقتلوا صالحاً وأهله معاً ، ثم يقولون : ما شهدنا مهلك أهله وحدهم وإنا لصادقون في ذلك بل يعنون أنهم شهدوا مهلكه ومهلك أهله معاً ، وعلى ذلك حمله الزمخشري .