Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 27, Ayat: 59-61)

Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ قُلِ ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلاَمٌ عَلَىٰ عِبَادِهِ ٱلَّذِينَ ٱصْطَفَىٰ } أمر الله رسوله أن يتلو الآيات المذكورة بعد هذا ، لأنها براهين على وحدانيته وقدرته ، وأن يستفتح ذلك بحمده ، والسلام على من اصطفاه من عباده ، كما تستفتح الخطب والكتب وغيرها بذلك ، تيمناً بذكر الله ، قال ابن عباس : يعني بعباده الذين اصطفى الصحابة ، واللفظ يعم الملائكة والأنبياء والصحابة والصالحين { ءَآللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ } على وجه الرد على المشركين ، فدخلت خير التي يراد بها التفضيل لتبكيتهم وتعنيفهم ، مع أنه معلوم أنه لا خير فيما أشركوا أصلاً ، ثم أقام عليهم الحجة بأن الله هو الذي خلق السمٰوات والأرض ، وبغير ذلك مما ذكره إلى تمام هذه الآيات ، وأعقب كل برهان منها بقوله : { أَإِلَـٰهٌ مَّعَ ٱللَّهِ } على وجه التقرير لهم ، على أنه لم يفعل ذلك كله إلا الله وحده ، فقامت عليهم الحجة بذلك وفيها أيضاَ نِعَمٌ يجب شكرها فقامت بذلك أيضاً ، وأمَّا في قوله { خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ } متصلة عاطفة ، وأم في المواضع التي بعده منقطعة بمعنى بل والهمزة { قَوْمٌ يَعْدِلُونَ } أي يعدلون عن الحق والصواب أو يعدلون بالله غيره أي يجعلون له عديلاً ومثيلاً { رَوَاسِيَ } يعني الجبال { ٱلْبَحْرَيْنِ } ذكر في [ الفرقان : 53 ] .