Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 28, Ayat: 27-29)

Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ قَالَ إِنِّيۤ أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ٱبْنَتَيَّ } زوجته التي دعته ، واختلف هل زوّجه الكبرى أو الصغرى ، واسم التي زوجه صفور ، وقيل : صفوريا ، ومن لفظ شعيب حَسُنَ أن يقال في عقود الأنكحة ، أنكحه إياها أكثر من أن يقال أنكحها إياه { عَلَىٰ أَن تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ } أيّ أزوجك بِنتي على أن تخدمني ثمانية أعوام ، قال مكي : في هذه الآية خصائص في النكاح ، منها أنه لم يعين الزوجة ، ولا حدّ أول الأمد ، وجعل المهر إجارة ، قلت : فأما التعيين فيحتمل أن يكون عند عقد النكاح بعد هذه المراودة ، وقد قال الزمخشري : إن كلامه معه لم يمكن عقد نكاح ، وإنما كان مواعدة وأما ذكر أول الأمد ، فالظاهر أنه من حين العقد ، وأما النكاح بالإجارة فظاهر من الآية ، وقد قرر شرعنا حسبما ورد في الحديث الصحيح من قوله صلى الله عليه وسلم للرجل : " قد زوجتكها على ما معك من القرآن " ؛ أي على أن تعلمها ما عندك من القرآن ، وقد أجاز النكاح بالإجارة الشافعي وابن حنبل وأبو حنيفة للآية والحديث ، ومنعه مالك { فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْراً فَمِنْ عِندِكَ } جعل الأعوام الثمانية شرطاً ، ووكل العامين إلى مروءة موسى ، فوفى له العشر ، وقيل : وفي العشرة وعشراً بعدها ، وهذا ضعيف لقوله . { فَلَمَّا قَضَىٰ مُوسَى ٱلأَجَلَ } أي الأجل المذكور { وَسَارَ بِأَهْلِهِ } الأهل هنا الزوجة مشى بها إلى مصر { جَذْوَةٍ } أي قطعة ، ويجوز كسر الجيم وضمها ، وقد ذكر آنس ، والطور ، وتصطلون .