Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 28, Ayat: 63-64)
Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ قَالَ ٱلَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ ٱلْقَوْلُ رَبَّنَا هَـٰؤُلاۤءِ ٱلَّذِينَ أَغْوَيْنَآ } معنى { حَقَّ عَلَيْهِمُ ٱلْقَوْلُ } : وجب عليهم العذاب ، والمراد بذلك رؤساء المشركين وكبراؤهم ، والإشارة بقولهم : { هَـٰؤُلاۤءِ ٱلَّذِينَ أَغْوَيْنَآ } : إلى أتباعهم من الضعفاء ، فإن قيل : كيف الجمع بين قولهم { أَغْوَيْنَآ } وبين قولهم : { تَبَرَّأْنَآ إِلَيْكَ } ، فإنهم اعترفوا بإغوائهم ، وتبرأوا مع ذلك منهم ؟ فالجواب إن إغوائهم لهم هو أمرهم لهم بالشرك ، والمعنى أنا حملناهم على الشرك كما حملنا أنفسنا عليه ، ولكن لم يكونوا يعبدوننا إنما كانوا يعبدون غيرنا ، من الأصنام وغيرها فتبرأنا إليك من عبادتهم لنا ، فتحصل من كلام هؤلاء الرؤساء أنهم اعترفوا أنهم أغووا الضعفاء ، وتبرأوا من أن يكونوا هم آلهتهم فلا تناقض في الكلام ، وقد قيل في معنى الآية غير هذا مما هو تكلف بعيد { لَوْ أَنَّهُمْ كَانُواْ يَهْتَدُونَ } فيه أربعة أوجه : الأول أن المعنى لو أنهم كانوا يهتدون في الدنيا لم يعبدوا الأصنام ، والثاني لو أنهم كانوا يهتدون لم يعذبوا والثالث لو أنهم كانوا يهتدون في الآخرة لحيلة يدفعون بها العذاب لفعلوا ، فلو على هذه الأقوال حرف امتناع وجوابها محذوف ، والرابع أن يكون للتمني : أي تمنوا لو كانوا مهتدين .