Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 29, Ayat: 38-40)
Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَقَد تَّبَيَّنَ لَكُم مِّن مَّسَاكِنِهِمْ } أي آثار مساكنهم باقية تدل على ما أصابهم { وَكَانُواْ مُسْتَبْصِرِينَ } قيل : معناه لهم بصيرة في كفرهم وإعجاب به ، وقيل : لهم بصيرة في الإيمان ، ولكنهم كفروا عناداً ، وقيل : معنى : مستبصرين عقلاء متمكنين من النظر والاستدلال ، ولكنهم لم يفعلوا { وَمَا كَانُواْ سَابِقِينَ } أي لم يفوتونا { فَمِنْهُم مَّن أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِباً } الحاصب الحجارة ، والحاصب أيضاً الريح الشديدة ، ويحتمل عندي أنه أراد به المعنيين ، لأن قوم سيدنا لوط أهلكوا بالحجارة ، وعاد أهلكوا بالريح ، وإن حملناه على المعنى الواحد نقص ذكر الآخر ، وقد أجاز كثير من الناس استعمال اللفظ الواحد في معنيين كقوله : { إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلاَئِكَـتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِيِّ } [ الأحزاب : 56 ] ويقوي ذلك هنا لأن المقصود هنا ذكر عموم أخذ أصناف الكفار { وَمِنْهُمْ مَّنْ أَخَذَتْهُ ٱلصَّيْحَةُ } يعني ثمود ومدين { وَمِنْهُمْ مَّنْ خَسَفْنَا بِهِ ٱلأَرْضَ } يعني قارون { وَمِنْهُمْ مَّنْ أَغْرَقْنَا } يعني قوم نوح وفرعون وقومه .