Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 3, Ayat: 172-173)
Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ ٱلَّذِينَ ٱسْتَجَابُواْ } صفة للمؤمنين أو مبتدأ وخبره { لِلَّذِينَ أَحْسَنُواْ } الآية ، ونزلت في الذين خرجوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في خلف المشركين بعد غزوة أحد ، فبلغ بهم إلى " حمراء الأسد " وهي على ثمانية أميال من المدينة ، وأقام بها ثلاثة أيام ، وكانوا قد أصابتهم جراحات وشدائد ، فتجلدوا وخرجوا فمدحهم الله بذلك { ٱلَّذِينَ قَالَ لَهُمُ ٱلنَّاسُ } الآية : لما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى " حمراء الأسد " بعد أحد : بلغ ذلك أبا سفيان فمر عليه ركب من عبد القيس يريدون المدينة بالميرة ؛ فجعل لهم حمل بعير من زبيب على أن يثبطوا المسلمين عن إتباع المشركين ، فخوفوهم بهم ، فقالوا : حسبنا الله ونعم الوكيل فخرجوا ، فالناس الأول ركْب عبد القيس ، والناس الثاني مشركو قريش وقيل : نادى أبو سفيان يوم أحد : موعدنا ببدر في القابل ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن شاء الله فلما كان العام القابل ؛ خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بدر للميعاد ، فأرسل أبو سفيان نُعيم بن مسعود الأشجعي ليثبط المسلمين ، فعلى هذا الناس الأول نعيم ، وإنما قيل له : الناس وهو واحد : لأنه من جنس الناس : كقولك ركبت الخيل إذا ركبت فرساً { فَزَادَهُمْ } الفاعل ضمير المفعول ، وهو إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم ، والصحيح أن الإيمان يزيد وينقص ، فمعناه هنا قوة يقينهم وثقتهم بالله { حَسْبُنَا ٱللَّهُ وَنِعْمَ ٱلْوَكِيلُ } كلمة يدفع بها ما يخاف ويكره ؛ وهي التي قالها إبراهيم عليه السلام حين ألقي في النار ، ومعنى { حَسْبُنَا ٱللَّهُ } : كافينا وحده فلا نخاف غيره ، ومعنى : { وَنِعْمَ ٱلْوَكِيلُ } : ثناء على الله وأنه خير من يتوكل العبد عليه ويلجأ إليه .