Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 31, Ayat: 27-27)
Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَلَوْ أَنَّمَا فِي ٱلأَرْضِ مِن شَجَرَةٍ أَقْلاَمٌ } الآية إخبار بكثرة كلمات الله ، والمراد اتساع علمه ومعنى الآية : أن شجر الأرض لو كانت أقلاماً ، والبحر لو كان مداداً يصب فيه سبعة أبحر صَبّاً دائماً وكتبت بذلك كلمات الله لنفدت الأشجار والبحار ولم تنفد كلمات الله ، لأن الأشجار والبحار متناهية ، وكلمات الله غير متناهية ، فإن قيل : لم لم يقل والبحر مداداً كما قال في الكهف قل لو كان البحر مدداً ؟ فالجواب : أنه أغنى عن ذلك قوله : { يَمُدُّهُ } لأنه من قولك مدّ الدواة وأمدّها ، فإن قيل لم قال : { مِن شَجَرَةٍ } ولم يقل من شجر باسم الجنس الذي يقتضي العموم ؟ فالجواب أنه أراد تفصيل الشجر إلى شجرة شجرة حتى لا يبقى منها واحدة ، فإن قيل : لم قال { كَلِمَاتُ ٱللَّهِ } ولم يقل كلم الله بجمع الكثرة ؟ فالجواب أن هذا أبلغ لأنه إذا لم تنفد الكلمات مع أنه جمع قلة ، فكيف ينفد الجمع الكثير . وروي أن سبب الآية أن اليهود قالوا : قد أوتينا التوراة وفيها العلم كله فنزلت الآية ؛ لتدل أن ما عندهم قليل من كثير ، والآية على هذا مدنية ، وقيل : أن سببها إن قريشاً قالوا إن القرآن سينفد .