Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 33, Ayat: 53-53)
Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ لاَ تَدْخُلُواْ بُيُوتَ ٱلنَّبِيِّ إِلاَّ أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَىٰ طَعَامٍ } سبب هذه الآية ما رواه أنس " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لما تزوج زينب بنت جحش ، أوْلم عليها فدعا الناس ، فلما طعموا قعد نفر في طائفة من البيت ، فثقل ذلك على النبي صلى الله عليه وسلم ، فخرج ليخرجوا بخروجه ، ومر على حُجَر نسائه ثم عاد فوجدهم في مكانهم ، فانصرف فخرجوا عن ذلك " ، وقال ابن عباس : نزلت في قوم كانوا يتحينون طعام النبي صلى الله عليه وسلم ، فيدخلون عليه قبل الطعام فيقعدون إلى أن يطبخ ، ثم يأكلون ولا يخرجون ، فأمروا أن لا يدخلوا حتى يؤذن لهم ، وأن ينصرفوا إذا أكلوا ، قلت : والقول الأول أشهر ، وقول ابن عباس أليق بما في الآية من النهي عن الدخول حتى يؤذن لهم ، فعلى قول ابن عباس في النهي عن الدخول حتى يؤذن لهم ، والقول الأول في النهي عن القعود بعد الأكل ، فإن الآية تضمنت الحكمين { غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ } أي غير منتظرين لوقت الطعام ، والإنا الوقت ، وقيل : إنا الطعام نضجه وإدراكه ، يقال أنى يأنى إناء { وَلَـكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَٱدْخُلُواْ } أمر بالدخول بعد الدعوة ، وفي ذلك تأكيد للنهي عن الدخول قبلها { فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَٱنْتَشِرُواْ } أي انصرفوا ، قال بعضهم : هذا أدب أدّب الله به الثقلاء { وَلاَ مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ } معطوف على غير ناظرين ، أو تقديره : ولا تدخلوا مستأنسين ، ومعناه النهي عن أن يطلبوا الجلوس للأنس بحديث بعضهم مع بعض ، أو يستأنسوا لحديث أهل البيت ، واستئناسهم : تسمعهم وتجسسهم { إِنَّ ذَٰلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي ٱلنَّبِيَّ } يعني جلوسهم للحديث أو دخولهم بغير إذن { فَيَسْتَحْيِي مِنكُمْ } تقديره يستحي من إخراجكم ، بدليل قوله : { وَٱللَّهُ لاَ يَسْتَحْيِي مِنَ ٱلْحَقِّ } : أي أن إخراجكم حق لا يتركه الله . { وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَٱسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَآءِ حِجَابٍ } المتاع الحاجة من الأثاث وغيره ، وهذه الآية نزلت في احتجاب أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ، وسببها ما رواه أنس من قعود القوم يوم الوليمة في بيت زينب ، وقيل : " سببها أنّ عمر بن الخطاب أشار على رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن يحجب نساءه ، فنزلت الآية موافقة لقول عمر " ، قال بعضهم لما نزلت في أمهات المؤمنين { وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَٱسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَآءِ حِجَابٍ } كن لا يجوز للناس كلامهن إلا من وراء حجاب ، ولا يجوز أن يراهن متنقبات ولا غير متنقبات ، فخصصن بذلك دون سائر النساء { ذٰلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ } يريد أنقى من الخواطر التي تعرض للرجال في أمر النساء والنساء في أمر الرجال { وَلاَ أَن تَنكِحُوۤاْ أَزْوَاجَهُ } سببها أن بعض الناس قالوا : لو مات رسول الله صلى الله عليه وسلم لتزوّجت عائشة ، فحرم الله على الناس تزوج نسائه بعده كرامة له صلى الله عليه وسلم .