Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 33, Ayat: 72-73)
Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ إِنَّا عَرَضْنَا ٱلأَمَانَةَ عَلَى ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَٱلْجِبَالِ } الأمانة هي التكاليف الشرعية من التزام الطاعات وترك المعاصي ، وقيل : هي الأمانة في الأموال : غسل الجنابة ، والصحيح العموم في التكاليف ، وعرضها على السمٰوات والأرض والجبال يحتمل وجهين : أحدهما : أن يكون الله خلق لها إدراكاً فعرض عليها الأمانة حقيقة فأشفقت منها ، وامتنعت من حملها ، والثاني أن يكون المراد تعظيم شأن الأمانة ، وأنها من الثقل بحيث لو عرضت على السمٰوات والأرض والجبال ، لأبين من حملها وأشفقن منها ، فهذا ضرب من المجاز كقولك : عرضت الحمل العظيم على الدابة فأبت أن تحمله ، والمراد أنها لا تقدر على حمله { وَحَمَلَهَا ٱلإِنْسَانُ } أي التزم الإنسان القيام بالتكاليف مع شدة ذلك ، وصعوبته على الأجرام التي هي أعظم منه ، ولذلك وصفه الله بأنه ظلوم جهول ، والإنسان هنا جنس ، وقيل : يعني آدم ، وقيل : الذي قتل أخاه { لِّيُعَذِّبَ } اللام للصيرورة ، فإن حمل الأمانة : كان سبب تعذيب المنافقين والمشركين ، ورحمة للمؤمنين .