Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 34, Ayat: 46-46)
Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ قُلْ إِنَّمَآ أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ } أي بقضية واحدة تقريباً عليكم { أَن تَقُومُواْ لِلَّهِ } هذا تفسير القضية الواحدة وأن تقوموا بدل أو عطف بيان أو خبر ابتداء مضمر ، ومعناه أن تقوموا للنظر في أمر محمد صلى الله عليه وسلم قياماً خالصاً لله تعالى ليس فيه اتباع هوى ولا ميل ، وليس المراد بالقيام هنا القيام على الرجلين ؛ إنما المراد القيام بالأمر والجدّ فيه { مَثْنَىٰ وَفُرَادَىٰ } حال من الضمير في تقوموا ، والمعنى أن تقوموا اثنين اثنين للمناظرة في الأمر وطلب التحقيق وتقوموا واحداً واحداً لإحضار الذهن واستجماع الفكرة ، ثم تتفكروا في أمر محمد صلى الله عليه وسلم فتعلموا أن ما به من جنة ، لأنه جاء بالحق الواضح ، ومع ذلك فإن أقواله وأفعاله تدل على رجاحة عقله ومتانة علمه ، وأنه بلغ في الحكمة مبلغاً عظيماً ، فيدل ذلك على أنه ليس بمجنون ولا مفتر على الله { مَا بِصَاحِبِكُمْ مِّن جِنَّةٍ } متصل بما قبله على الأصح : أي تتفكروا فتعلموا ما بصاحبكم من جنة ، وقيل هو استئناف .