Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 35, Ayat: 32-32)
Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ ثُمَّ أَوْرَثْنَا ٱلْكِتَابَ ٱلَّذِينَ ٱصْطَفَيْنَا } يعني أمة محمد صلى الله عليه وسلم ، والتوريث عبارة عن أن الله أعطاهم الكتاب بعد غيرهم من الأمم { فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِٱلْخَيْرَاتِ } قال عمر وابن مسعود وابن عباس وكعب وعائشة وأكثر المفسرين هذه الأصناف الثلاثة في أمة محمد صلى الله عليه وسلم : فالظالم لنفسه العاصي والسابق التقي والمقتصد بينهما وقال الحسن : السابق من رجحت حسناته على سيئاته ، والظالم لنفسه من رجحت سيئاته والمقتصد من استوت حسناته وسيّئاته ، وجميعهم يدخلون الجنة وروي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " سابقنا سابق ومقتصدنا ناج وظالمنا مغفور له " وقيل : الظالم الكافر والمقتصد المؤمن العاصي ، والسابق التقي فالضمير في منهم على هذا يعود على العباد ، وأما على القول الأول فيعود على الذين اصطفينا وهو أرجح وأصح لوروده في الحديث ، وجلالة القائلين به ، فإن قيل : لم قدّم الظالم ووسط المقتصد وأخر السابق ؟ فالجواب : أنه قدّم الظالم لنفسه رفقاً به لئلا ييئس وأخر السابق لئلا يعجب بنفسه ، وقال الزمخشري : قدّم الظالم لكثرة الظالمين وآخر السابق لقلة السابقين { ذَلِكَ هُوَ ٱلْفَضْلُ ٱلْكَبِيرُ } إشارة إلى الاصطفاء .