Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 37, Ayat: 88-89)
Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي ٱلنُّجُومِ * فَقَالَ إِنِّي سَقِيمٌ } روي أن قومه كان لهم عيد يخرجون إليه فدعوه إلى الخروج معهم ، فحينئذ قال : إني سقيم ليمتنع عن الخروج معهم ، فيكسر أصنامهم إذا خرجوا لعيدهم وفي تأويل ذلك ثلاثة أقوال : الأول أنها كانت تأخذه الحمى في وقت معلوم ، فنظر في النجوم ليرى وقت الحمى ، واعتذر عن الخروج لأنه سقيم من الحمى ، والثاني أن قومه كانوا منجمين وكان هو يعلم أحكام النجوم فأوهمهم أنه استدل بالنظر في علم النجوم أنه يسقم ، فاعتذر بما يخاف من السقم عن الخروج معهم والثالث أن معنى نظر في النجوم أنه نظر وفكر فيما يكون من أمره معهم فقال : إني سقيم والنجوم على هذا ما ينجم من حاله معهم ، وليست بنجوم السماء ، وهذا بعيد وقوله : إني سقيم على حسب هذه الأقوال يحتمل أن يكون حقاً لا كذب فيه ، ولا تجوّز أصلاً ، ويعارض هذا ما ورد " عن النبي صلى الله عليه وسلم أن إبراهيم كذب ثلاث كذبات ، أحدها : قوله إني سقيم " ويحتمل إن يكون كذباً صراحاً ، وجاز له ذلك لهذا الاحتمال ، لأنه فعل ذلك من أجل الله إذ قصد كسر الأصنام ، ويحتمل أن يكون من المعارضين ، فإن أراد أنه سقيم فيما يستقبل ، لأن كل إنسان لا بدّ له أن يمرض ، أو أراد أنه سقيم النفس من كفرهم وتكذيبهم له ، وهذان التأويلان أولى ، لأن نفي الكذب بالجملة معارض للحديث ، والكذب الصراح لا يجوز على الأنبياء ، عند أهل التحقيق ، أما المعاريض فهي جائزة .